تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٩
" * (هدى للناس) *) هاد لمن تبعه، ولم ينته؛ لأنه مصدر وهو في محل النصب على الحال والقطع.
" * (وأنزل الفرقان) *) الفرق بين الحق والباطل، قال السدي: في الآية تقديم وتأخير تقديرها: وأنزل التوراة والإنجيل والفرقان هدى للمتقين.
* (إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام) * * (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) *).
" * (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) *) ذكرا وأنثى، قصيرا وطويلا، أسودا وأبيضا، حسنا وقبيحا، سعيدا وشقيا.
" * (لا إلاه إلا هو العزيز الحكيم) *).
" * (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) *) متقنات مبينات مفصلات.
" * (هن أم الكتاب) *) أي أصله الذي يعمل عليه في الأحكام ويجمع الحلال والحرام ويفرغ لأهل الإسلام، وهن آيات التوراة والإنجيل والقرآن، وفي كل كتاب يرضى به أهل كل دين، ولا يختلف فيه أهل كل بلد.
والعرب تسمي كل شيء فاضل جامع يكون مرجعا لقوم، كما قيل للوح المحفوظ: أم الكتاب، والفاتحة: أم القرآن، ولمكه: أم القرى وللدماغ: أم الرأس، وللوالدة: أم، وللراية: أم، وللرجل الذي يقوم بأمر العيال: أم، وللبقرة والناقة أو الشاة التي يعيش بها أهل الدار: أم، وكان عيسى (عليه السلام) يقول: (للماء هذا أبي)، وللخبز: (هذه أمي)؛ لأن قوام الأبدان بهما.
وإنما قال أم الكتاب ولم يقل أمهات الكتب؛ لأن الآيات كلها في تكاملها واجتماعها كالآية الواحدة، وكلام الله واحد.
وقيل: معناه كلمة واحدة فهن أم الكتاب كما قال: " * (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) *) أي كل واحد منهما آية.
" * (وأخر) *): جمع أخرى ولم يصرف؛ لأنه معدول عن أواخر، مثل عمر، وزفر وهو قاله الكسائي.
وقيل: ترك أخراه؛ لانه نعت مثل جمع، وكسع لم يصرفا؛ لأنهما نعتان.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»