الارحام كيف يشآء لا إلاه إلا هو العزيز الحكيم * هو الذىأنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغآء الفتنة وابتغآء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) *) 2 أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر الزبير، ومحمد بن مروان عن الكلبي، وعبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع بن أنس، قالوا: نزلت هذه في وفد نجران، وكانوا ستين راكبا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم العاقب، وهو أميرهم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون عن رأيه، واسمه عبد المسيح. والسيد (عالمهم) وصاحب رحلهم واسمه (الأيهم ويقال: شرحبيل) وأبو حارثة بن علقمة الذي يعتبر حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم، وكان قد شرف فيهم ودرس كهنتهم من حسن عمله في دينهم، وكانت ملوك الروم قد شرفوه (ومولوه وبنو له) الكنائس لعلمه واجتهاده.
فقدموا على رسول الله المدينة ودخلوا مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرة وأردية مكفوفة بالحديد، في جمال رجال بلحرث بن كعب، يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأينا وفدا مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا وصلوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلوا إلى المشرق.
فكلم السيد والعاقب رسوال الله. فقال رسوال الله صلى الله عليه وسلم: أسلمنا. قالا: قد أسلمنا قبلك، قال: كذبتما؛ يمنعكما من الإسلام (ادعاءكما) لله ولدا، وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير.
قالا: إن لم يكن ولد لله فمن (أبيه) وخاصموه جميعا في عيسى عليه السلام، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يكون ولد إلا وشبه أباه. قالوا: بلى، قال: ألستم) تعلمون أن ربنا حي لا يموت وإن عيسى يأتي عليه الفناء؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه؟ قالوا: بلى. قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئا؟ قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟ قالوا: بلى