تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٠
فقال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحرائر صلاح البيت والإماء فساد البيت).
" * (يريد الله ليبين لكم) *) أي أن يبين، (اللام) بمعنى أن، والعرب تعاقب بين لام كي وبين أن فتضع إحداهما مكان الأخرى كقوله: " * (وأمرت لأعدل بينكم) *) وقوله: " * (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) *)، ثم قال في موضع آخر: " * (وأمرت أن أسلم لرب العالمين) *)، وقال: " * (يريدون ليطفئوا نور الله) *)، ثم قال في موضع آخر: " * (يريدون أن يطفئوا نور الله) *).
وقال الشاعر:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل يريد أن أنسى، ومعنى الآية: يريد الله أن يبين شرائع دينكم ومصالح أمركم.
الحسن: يعلمكم ما تأتون وما تذرون. عطاء: يبين لكم ما يقربكم منه. الكلبي: ليبين لكم أن الصبر من نكاح الإماء خير لكم.
" * (ويهديكم سنن) *) شرايع " * (الذين من قبلكم) *) في تحريم الأمهات والبنات والأخوات، كما ذكر في الآيتين. هكذا حرمها على من كان قبلكم من الأمم " * (ويتوب عليكم) *) يتجاوز عنكم ما أصبتم قبل أن يبين لكم، قاله الكلبي.
وقال محمد بن جرير: يعني يرجع بكم من معصيته التي كنتم عليها قبل هذا إلى طاعته التي أمركم بها في هذه الآية " * (والله عليم) *) بما يصلح عباده من أمر دينهم ودنياهم " * (حكيم) *) في تدبيره فيهم " * (والله يريد أن يتوب عليكم) *) إن وقع تقصير منكم في أمره " * (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا) *) عن الحق " * (ميلا عظيما) *) بإتيانكم ما حرم عليكم، واختلفوا في الموصوفين باتباع الشهوات من هم:
فقال السدي: هم اليهود والنصارى.
وقال بعضهم: هم اليهود، وذلك أنهم ينكحون بنات الأخ وبنات الأخت، فلما حرمهما الله قالوا: إنكم تحلون بنات الخالة والعمة، والخالة والعمة عليكم حرام، فانكحوا بنات الأخ والأخت كما تنكحون بنات الخالة والعمة، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»