تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٣
وقال صلى الله عليه وسلم (البيع عن تراضي بالخيار بعد الصفقة ولا يحل لمسلم أن يغش مسلما).
وروى حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، فإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما).
وابتاع عمر بن جرير فرسا ثم خير صاحبه بعد البيع، ثم قال: سمعت أبا هريرة يقول: هذا البيع عن تراض.
" * (ولا تقتلوا أنفسكم) *) يعني إخوانكم، أي لا يقتل بعضكم بعضا.
قال الثعلبي: وسمعت أبا القاسم الحبيبي يقول: سمعت أبي عن جدي عن علي بن الحسين الهلالي قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول: سأل الفضل بن عياض عن قوله: " * (ولا تقتلوا أنفسكم) *) قال: لا تغفلوا عن حظ أنفسكم، فمن غفل عن حظ نفسه فكأنه قتلها.
" * (إن الله كان بكم رحيما) *).
عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص أنه قال: لما بعثه رسول الله عام ذات السلاسل قال: احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال: (يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟).
قلت: نعم يا رسول الله إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك وذكرت قول الله تعالى: " * (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) *) فتيممت ثم صليت، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا.
وعن الحسن: أن الحرث بن عبد الله خلا بالنفر من أصحابه وقال: إن هؤلاء ولغوا في دمائهم فلا يحولن بين أحدكم وبين الجنة مل كف من دم مسلم أهراقه، فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة بيده فأخذ حزة فحزها بيده حتى قطعها فما رقأ دمها حتى مات فقال ربكم تعالى: بادرني ابن آدم بنفسه فقتلها فقد حرمت عليه الجنة).
سماك عن جابر بن سمرة: أن رجلا ذبح نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»