تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٠
" * (والمنفقين) *): أموالهم في طاعة الله.
وعن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله ملكا ينادي: اللهم اعط منفقا خلفا، واعط ممسكا تلفا).
" * (والمستغفرين بالإسحار) *): قال مجاهد، والضحاك، وقتادة، والكلبي والواقدي: يعني المصلين بالاسحار. نظير قوله " * (وبالأسحار هم يستغفرون) *) أي يصلون.
وقال يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي الزهري قال: قلت لزيد بن اسلم: من المستغفرين بالأسحار؟ قال: هم الذين يشهدون الصبح.
وكذلك قال ابن كيسان: يعني صلاة الصبح في المسجد.
وقال الحسن: صلوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا.
قال نافع: كان ابن عمي يحيي الليل، ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: لا، فيعاود الصلاة، وإذا قلت: نعم، فيستغفر الله ويدعوا حتى الصبح.
وروى إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال: سمعت رجلا في السحر يتهجد في المسجد وهو يقول: رب أمرتني فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي. فنظرت فإذا هو ابن مسعود (رضي الله عنه).
وروى صالح وحماد بن سلمة عن ثابت وأبان وجعفر بن زيد عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل يقول: (إني لأهم بأهل الأرض عذابا؛ فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والى المتهجدين والى المتحابين في، والى المستغفرين بالاسحار صرفت عنهم).
محمد بن راذان عن أم سعد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن ثلاثة أصوات يحبهم الله عز وجل؛ صوت الديك، وصوت الذي يقرأ القرآن، وصوت المستغفرين بالاسحار).
حماد بن سلمة عن سعيد الجريري قال: بلغنا أن داود نبي الله سأل جبرائيل (عليه السلام): أي الليل أفضل؟ فقال: ما أدري إلا أن العرش يهتز من السحر
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»