تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٧١
ما عاين الناس من فضل كفضلكم ولا رأوا مثلكم في سالف السنن وقال بعضهم: معناه أهل السنن، وقال عطاء: شرائع، الكلبي: قد مضت لكل أمة سنة ومنهاج إذا ابتغوها رضي الله عنهم، مجاهد: قد خلت من قبلكم سنن بالهلاك فيمن كذب قبلكم، والسنة في اللغة: المثال المتبع والإمام المؤتم به، فقال: سن فلان سنة حسنة أو سنة سيئة إذا عمل عملا يقتدى به من خير أو شر.
قال لبيد:
من معشر سنت لهم أباؤهم ولكل قوم سنة وإمامها قال سليمان بن قبة:
وإن الألى بالطف من آل هاشم تأسوا فسنوا للكرام التآسيا ومعنى الآية: قد مضت وسلفت مني فيمن كان قبلكم من الأمم الماضية المكذبة الكافرة سنن بإمهالي واستدراجي إياهم حتى بلغ الكتاب فيهم أجلي على الذي أجلته لأدلة أنبيائي وإهلاكهم.
" * (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة) *) آخر أمرهم " * (المكذبين) *) منهم، وهذا في يوم أحد. يقول: فإذا أمهلهم واستدرجهم حتى يبلغ أجلي الذي أجلت في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وأوليائه وهلاك أعدائه، هكذا قال ابن إسحاق هذا الذي ذكرت.
* (هذا القرآن) * * (بيان للناس) *) عامة " * (وهدى وموعظة) *) من الجهالة " * (للمتقين) *) خاصة.
2 (* (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين ءامنوا ويتخذ منكم شهدآء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين ءامنوا ويمحق الكافرين * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين * ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون * وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين * وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين) *) 2
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»