تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٤
" * (ويأتوكم) *) من المشركين، " * (من فورهم هذا) *) قال عكرمة والحسن وقتادة والربيع والسدي وابن زيد: من وجههم هذا، وهو رواية عطية عن ابن عباس. مجاهد والضحاك وزاذان: من غضبهم هذا، وكانوا قد غضبوا يوم أحد ليوم بدر مما لقوا، وأصل الفور: القصد إلى الشيء والأخذ فيه بحده، وهو من قولهم: فارت القدر تفور فورا وفورانا إذا غلت " * (وفار التنور) *)، قال الشاعر:
تفور علينا قدرهم فيديمها ويفثأها عنا إذا حميها غلا " * (بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) *) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب: بكسر الواو، واختاره أبو حاتم، وقرأ الباقون: بالفتح، واختاره أبو عبيد، فمن كسر الواو أراد أنهم سوموا خيلهم، ومن فتح أراد به أنفسهم، والسومة: العلامة التي يعلم بها الفارس نفسه في الحرب، واختلفوا في هذه السمة الموصوفة بها الملائكة في هذه الآية ما هي، فقال عمير بن إسحاق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم بدر: (تسوموا، فإن الملائكة قد تسومت بالصوف الأحمر في قلانسهم ومغافرهم). الضحاك وقتادة: (بالعهن) في نواصيها وأذنها. مجاهد: كانت مجزوزة أذناب خيلهم وأعرافها ونواصيها (معلمة)، الربيع: كانوا على خيل بلق، علي وابن عباس رضي الله عنهم: كانت عليهم عمائم بيض قد أرسلوها بين أكتافهم، هشام بن عروة الكلبي: عمائم صفر مرخاة على أكتافهم.
وقال عبد الله بن الزبير: إن الزبير كانت عليه ملاءة صفراء وعمامة صفراء يوم بدر، فنزلت الملائكة يوم بدر مسومين بعمائم صفر.
وروى الزبير بن المنذر عن جده أبي أسيد وكان بدريا قال: لو كان بصري فرج عنه، ثم ذهبتم معي إلى بدر لأريتكم الشعب التي خرجت منه الملائكة في عمائم صفر قد طرحوها بين أكتافهم، وقال عكرمة: كانت عليهم سيماء القتال، السدي: سيماء المؤمنين.
" * (وما جعله الله) *) يعني: هذا الوعد والمدد " * (إلا بشرى) *) لتستبشروا به. " * (ولتطمئن قلوبكم) *) ولتسكن قلوبكم إليه، فلا تجزع من كثرة عدوكم وقلة عددكم.
" * (وما النصر إلا من عند الله) *) لأن العز والحكم له وهو: " * (العزيز الحكيم) *) نظيرها في
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»