تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١١٦
قال الراجز:
إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكه قال عطاء: مرت امرأة بين يدي رجل وهو يصلي وهي تطوف بالبيت فدفعها، فقال أبو جعفر الباقر: إنها بكة يبكي بعضهم بعضا.
وقال عبد الرحمن بن الزبير: سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة أي تدقها، فلم يقصدها جبار يطلبها إلا وقصمه الله، وأما مكة فسميت بذلك لقلة مائها من قول العرب: مكت الفصيل ضرع أمه وامتكه إذا امتص كل ما فيه من اللبن، قال الشاعر:
مكت فلم تبق في أجوافها دررا عن الحسين عن ابن عباس قال: ما أعلم اليوم على وجه الأرض بلدة ترفع فيها الحسنات بكل واحدة مائة ألف ما يرفع بمكة، وما أعلم بلدة على وجه الأرض يكتب لمن صلى فيها ركعة واحدة بمائة ألف ركعة ما يكتب بمكة، وما أعلم بلدة على وجه الأرض (يكتب لمن تصدق فيها بدرهم) واحد يكتب له مائة ألف درهم ما يكتب بمكة، وما أعلم بلدة على وجه الأرض (يكتب) لمن فيها شراب الأحبار ومصلى الأخيار إلا بمكة، وما أعلم على وجه الأرض بلدة ما مس شيئا أحد فيها إلا كانت تكفير الخطايا إلا بمكة، وما أعلم على وجه الأرض بلدة إذا دعا فيها آمن له الملائكة فيقولون: آمين آمين ليس إلا بمكة، وما أعلم على وجه الأرض بلدة (........) إلا بمكة، وما أعلم على وجه الأرض بلدة يكتب لمن نظر إلى الكعبة من غير طواف ولا صلاة عبادة الدهر وصيام الدهر إلا بمكة، وما أعلم على وجه الأرض بلدة ورد إليها جميع النبيين (ما قد) صدر إلى مكة، وما أعلم بلدة يحشر فيها من الأنبياء والأبرار والفقهاء والعباد من الرجال والنساء ما يحشرون من مكة أي يحشرون وهم آمنون يوم القيامة، وما أعلم على وجه الأرض بلدة ينزل فيها كل يوم من روح الجنة ورائحتها ما ينزل بمكة حرسها الله.
" * (مباركا) *): نصب على الحال " * (وهدى للعالمين) *): لأنه قبلة المؤمنين " * (فيه آيات بينات) *): قرأ ابن عباس: آية بينة.
" * (مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا) *) (........)
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»