" * (بكم) *) عن الخير فلا يقولونه. " * (عمي) *) عن الهدي فلا يبصرونه.
* (فهم لا يعقلون) * * (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات) *) من حلالات.
" * (ما رزقناكم) *) من الحرث والأنعام وسائر المأكولات والنعم.
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: (إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال: " * (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) *) وقال " * (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) *) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعر أغبر يمد يديه إلى السماء بيا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي في حرام فأنى يستجاب له).
" * (واشكروا لله) *) على نعمته.
" * (إن كنتم إياه تعبدون) *) قال النبي صلى الله عليه وسلم (يقول الله جل جلاله إني والجن والأنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري).
ثم بين ما حرم عليكم فقال: " * (إنما حرم عليكم الميتة) *) قرأ أبو عبد الرحمن السلمي: إنما حرم خفيفة الراء مضمومة.
" * (الميتة والدم ولحم الخنزير) *) رفعا على إن الفعل لها، وروى عن أبي جعفر: إنه قرأ حرم بضم الحاء وكسر الراء وتشديدها ورفع ما بعده وله وجهان:
أحدهما: إن الفاعل غير مسمى.
والثاني: إن الذي حرم عليكم الميت على خبر إن.
وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة: حرم بنصب الحاء والراء مشددا ورفع ما بعده جعل ما بمعنى الذي منفصله عن قوله: إن وحينئذ تكون ما نصبا باسم إن وما بعدها رفعا على خبرها كما تقول: إن ما أخذت مالك وإن ما ركبت دابتك أي: إن الذي قال الله " * (إنما صنعوا كيد ساحر) *).
وقرأ الباقون: حرم عليكم الميتة نصبا على إيقاع الفعل وجعلوا إنما كلمة واحدة تأكيدا وتحقيقا.
وقرأ أبو جعفر: الميتة (وأخواتها) بالتشديد في كل القرآن، وأما الآخرون فخففوا بعضا وشددوا بعضا فمن شدد قال أصله: ميوت فعل من الموت فأدغمت الياء في الواو وجعلت الواو ياءا مشددة للكسرة كما فعلوا في سيد وحيد وصيب ومن لم يشدد فعلى طلب الخفة وهما لغتان مثل: هين وهين، ولين ولين. قال الشاعر: