تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١ - الصفحة ١١٢
* إني وجدتك يا محمد عصمة * للعالمين من العذاب الكارث * وقال أبو عمرو بن العلاء: هم الروحانيون. وهو معنى قول ابن عباس: كل ذي روح دب على وجه الأرض. وقال سفيان بن عيينة: هو جمع للأشياء المختلفة. وقال جعفر بن محمد الصادق: ((العالمون: أهل الجنة وأهل النار)). وقال الحسن وقتادة ومجاهد: هو عبارة عن جميع المخلوقات واحتجوا بقوله: * (قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما) *.
واشتقاقه على هذا القول من (العلم) و (العلامة)؛ لظهورهم ولظهور أثر الصنعة فيهم ثم اختلفوا في مبلغ العالمين وكيفيتهم فقال: سعيد بن المسيب: لله ألف عالم؛ منها ستمائة في البحر وأربعمائة في البر. وقال الضحاك: فمنهم ثلاثمائة وستون عالما حفاة عراة لا يعرفون من خالقهم وستون عالما يلبسون الثياب. وقال وهب: لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم الدنيا عالم منها وما العمارة في الخراب إلا كفسطاط في الصحراء. وقال أبو سعيد الخدري: إن لله أربعين ألف عالم الدنيا من شرقها إلى غربها عالم واحد. وقال أبو القاسم مقاتل بن حيان: العالمون ثمانون ألف عالم؛ أربعون ألفا في البر وأربعون ألفا في البحر. وقال مقاتل بن سليمان: لو فسرت * (العالمين) * لاحتجت إلى ألف جلد كل جلد ألف ورقة. وقال كعب الأحبار: لا يحصي عدد العالمين إلا الله قال الله: * (وما يعلم جنود ربك إلا هو) * [مالك يوم الدين مالك يوم الدين] اختلف القراء فيه من عشرة أوجه:
الوجه الأول: مالك - بالألف وكسر الكاف - على النعت وهو قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وابن عباس وأبي ذر وأبي هريرة وأنس ومعاوية ومن التابعين وأتباعهم عمر بن عبد العزيز ومحمد بن شهاب الزهري ومسلمة بن زيد والأسود بن يزيد وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير وأبو رزين وإبراهيم وطلحة بن عوف وعاصم بن أبي النجود و..... بن عمر
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»