تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
" * (بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم) *) أن تعبدوا العجل من دون الله (فالله لا يأمر بعبادة العجل).
" * (إن كنتم مؤمنين) *) بزعمكم وذلك إنهم قالوا: نؤمن بما أنزل علينا، فكذبهم الله تعالى.
2 (* (قل إن كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين * ولتجدنهم أحرص الناس على حيواة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون * قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين * من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين * ولقد أنزلنآ إليك ءايات بينات وما يكفر بهآ إلا الفاسقون) *) 2 " * (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله) *) الآية قال المفسرون: سبب نزول هذه الآية: إن اليهود ادعوا دعاوى باطلة، حكاها الله تعالى عنهم في كتابه كقوله تعالى " * (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) *).
وقوله: " * (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) *).
وقوله: " * (نحن أبناء الله وأحباؤه) *) فكذبهم الله تعالى، وألزمهم الحجة. فقال: قل يا محمد إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله.
" * (خالصة من دون الناس) *) خاصة؛ لقوله تعالى " * (خالصة لذكورنا) *)، قوله " * (خالصة يوم القيامة) *)، قوله " * (خالصة من دون المؤمنين) *) أي خاصة من دون الناس.
" * (فتمنوا الموت) *) أي فأريدو وحلوه لأن من علم أن الجنة مآبه حن إليها ولا سبيل إلى دخولها إلا بعد الموت فاستعجلوه بالتمني.
" * (إن كنتم صادقين) *) في قولكم محقين في دعواكم، وقيل في قوله تعالى " * (فتمنوا الموت) *) أي ادعوا بالموت على الفرقة الكاذبة.
روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو تمنوا الموت لغص كل إنسان منهم بريقه، وما بقي
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»