تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١ - الصفحة ٢٣٨
على وجه الأرض يهودي إلا مات).
فقال الله تعالى " * (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم) *) لعلمهم إنهم في دعواهم كاذبون.
" * (والله عليم بالظالمين) *) يعني اليهود. هذا من أعجاز القرآن لأنه تحداهم ثم أخبر أنهم لا يفعلون بعد أن قال لهم هذه المقالة فكان على ما أخبر.
" * (ولتجدنهم) *) اللام لام القسم والنون تأكيد القسم تقديره: والله لتجدنهم يا محمد يعني اليهود " * (أحرص الناس على حيواة) *) وفي مصحف أبي على الحياة.
" * (ومن الذين أشركوا) *) قيل إنه متصل بالكلام الأول.
معناه وأحرص من الذين أشركوا. قال الفراء: وهذا كما يقال هو أسخى الناس ومن حاتم: أي وأسخى من حاتم.
وقيل: هو ابتداء وتمام الكلام عند قوله: على حياتهم ابتدأ بواو الاستئناف وأضمر (ليود) اسما تقديره: ومن الذين أشركوا من " * (يود أحدهم) *) كقول ذو الرمة.
فظلوا ومنهم دمعه سابق له وآخر يذري دمعة العين بالهمل أراد ومنهم من دمعه سابق، وأراد بالذين أشركوا المجوس.
" * (يود) *) يريد ويتمنى.
" * (أحدهم لو يعمر) *) تقديره تعمير ألف.
" * (ألف سنة) *) قال المفسرون: هو تحية المجوس فيما بينهم عشر ألف سنة وكلمة ألف نيروز ومهرجان.
قال الله تعالى: " * (وما هو بمزحزحه من العذاب) *) من النار.
" * (أن يعمر) *) أي تعميره: زحزحته فزحزح: أي بعدته فتباعد يكون لازما ومتعديا. قال ذو الرمة في المتعدي:
يا قابض الروح من نفسي إذا احتضرت وغافر الذنب زحزحني عن النار وقال الراجز، في اللازم: خليلي ما بال الدجى لا يزحزح وما بال ضوء الصبح لا يتوضح. " * (قل من كان عدوا لجبريل) *) الآية قال ابن عباس: إن حبرا من أحبار اليهود يقال له عبد الله بن صوريا كان قد حاج النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أشياء. فلما اتجهت الحجة عليه قال: أي ملك يأتيك من السماء؟
قال: (جبرئيل ولم يبعث الكتاب لأنبياء قط إلا وهو وليه). قال: ذلك عدونا من
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»