تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
السلام، ومنها وحى الوسائط وهو لسائر الأنبياء عليهم السلام ومنها وحى الإلهام كما كان للنجلة، ومنها وحى القذف والإلقاء كما قال الله تعالى: * (وإذ أوحيت إلى الحواريين) *، وقوله: * (وأوحينا إلى أم موسى) * [الآية: 7] ألقى في قلوبهم.
قوله تعالى: * (ولا تخافي ولا تحزني) * [الآية: 7].
قال ابن طاهر: لا تخافي خلفة الوعد، ولا تحزني على غيبوبة الولد. قال الواسطي رحمة الله عليه: الذي حفظه في اليم قادر أن يصرف عنه همة فرعون.
قوله تعالى: * (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا) * [الآية: 8].
قال سهل: التقطه آل فرعون ليكون لهم فرحا وسرورا، ولم يعلموا ما أضمرت القدرة فيه من تصييره لهم عدوا وحزنا.
قوله تعالى: * (وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك) * [الآية: 9].
قال ابن عطاء رحمة الله عليه: قرة عين لي إشارة إلى الحق ولك لا لأنك أشركت وكفرت.
قوله تعالى: * (أصبح فؤاد أم موسى فارغا) * [الآية: 10].
من الاهتمام بموسى لما أيقنت من ضمان الله تعالى لها فيه.
قوله تعالى: إنا رادوه إليك) * () * (إن كادت لتبدي به) * [الآية: 10].
أي تظهر ما أوحى إليها في السر من حفظه ورده إليها في السر من حفظه ورده إليها ومنع أيدي الظلمة عنه.
وقال بعضهم: أصبح فؤاد أم موسى فارغا من الاهتمام بموسى.
وقال الواسطي رحمة الله عليه: أصبح فؤاد أم موسى فارغا من الأشغال كلها والوجد على ولدها لما ثبت عندها من صدق الوعد إن كانت لتبدي بما وعد الله لها فيه.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول: فارغا من كل شيء سوى ذكر موسى، وهذا الذي أوجب على الوالدين كتمان وجدهم على أولادهم ما استطاعوا فإذا صاروا مغلوبين كشف أحوالهم حينئذ.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا العباس المطرز يقول: سمعت فياض
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»