تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٠
ذكر ما قيل في سورة النازعات بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى) * [الآية: 16].
قال سهل: جوع نفسه طائعا تعبدا ثم نادى ليكون النداء أبلغ.
قال أبو عثمان: طوى أياما قبل القصد ثم قصد طاويا مقدسا فطوى الواد المقدس فنادى ربه على التقديس.
وقال بعضهم: قدس المكان للكلام وقدس المكالمة وكلمه القدوس كلمات مقدسة لتقدسه بها عن الرجوع إلى نفسه والاعتماد على أحد سواه هذا معنى قوله: * (إذ ناداه ربه بالواد المقدس) *.
قوله تعالى: * (اذهب إلى فرعون إنه طغى) * [الآية: 17].
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا العباس يقول: سمعت ابن الفرحى يقول في قوله: * (اذهب إلى فرعون إنه طغى) *. قال: الإشارة إلى فرعون وهو المبعوث إلى السحرة فإن الله لم يرسل أنبياءه على أعدائه ولم يكن لأحد من أعدائه من الخطر ما يرسل إليهم أنبياءه ولكن يبعث الأنبياء إليهم ليخرج أولياءه من المؤمنين من بين أعدائه الكفرة.
قوله تعالى: * (فقل هل لك إلى أن تزكى) * [الآية: 18].
قال ابن عطاء: هل لك أن أطهرك من الجنايات التي تلطخت بها وأردك إلى حد العبودية الذي بها الفخر والنجاة.
قوله تعالى: * (وأهديك إلى ربك فتخشى) * [الآية: 19].
قال محمد بن علي الترمذي: الخشية ميراث صحة الهداية الا ترى الله يقول:
* (وأهديك إلى ربك فتخشى) *.
قوله تعالى: * (أنا ربكم الأعلى) * [الآية: 24].
سئل الواسطي: لماذا خلق الله المعاصي وأظهرها واظهر هذه الألفاظ التي لا تليق بالربوبية؟ قال: لأنه لم يؤثر على الذات ما اظهر في الحدث من الصفات لأن الصمدية
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»