قوله تعالى: * (أنا صببنا الماء صبا) * [الآية: 25].
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: سمعت ابن عطاء يقول: صب من ماء معانيه على قلوب أهل معاملته صبا فشق منها معرفة وحدا ثم انبت فيها محبة وهيبة وحكما وفهما.
قوله تعالى: * (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه) * [الآية: 34، 35].
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت ابن عمر عن ابن طاهر يقول في قوله:
* (يوم يفر المرء) * قال: يفر منه إذا ظهر له عجزه وقلة حيلته إلى من يملك كشف تلك الكروب والهموم عنهم ولو ظهر له ذلك في الدنيا لما اعتمد سوى ربه الذي لا يعجزه شيء وتمكن من فسحة التوكل واستراح في ظل التفويض.
قوله تعالى: * (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) * [الآية: 37].
قال يحيى بن معاذ: شغلك في نفسك وفي دنياك وعقباك عن ربك أما في الدنيا ففي طلب مرادها واتباع شهواتها وأما في الآخرة فقد أخبر الله عنه بقوله: * (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) * فمتى تتفرغ إلى معرفة ربك وطاعته؟.
قوله تعالى: * (وجوه يومئذ مستقرة) * [الآية: 38].
قال ابن عطاء: كشف عنه ستور الغفلة فضحكت بالدنو من الحق واستبشرت بمشاهدته وقال: أسفرت تلك الوجوه بنظرها إلى مولاها واضحكها رضا الله عنها.
وقال القاسم في هذه الآية: وجوه يومئذ منورة بضياء التوحيد ضاحكة إلى مولاها مستبشرة برضاه عنها.
قوله تعالى: * (وجوه يومئذ عليها غبرة) * [الآية: 40].
قال سرى: ظاهر عليها حزن البعاد لأنها صارت محجوبة وعن الباب مطرودة.
* *