تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٨
ذكر ما قيل في سورة النبأ بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (جزاء وفاقا) * [الآية: 26].
قال بعضهم: وافقت أعمالهم الخبيثة ووافقت الأعمال ما جرى لهم في الأزل.
وقال القاسم: جزاء وافق القسمة ليس الجزاء معاوض العطاء ولكن الجزاء رحمة من المعطي.
وقال بعضهم: القسمة القضاء قبل كون الأرض والسماء.
قوله تعالى: * (إن للمتقين مفازا) * [الآية: 31].
على قدر قصورهم وثباتهم.
قال القاسم: من اتقى الشرك فهو متق وليس من اتقى الشرك في أول أمره كمن اتقى الشرك في آخره فإن الأمور عند أهل الشريعة بالخواتيم وهي عند أهل الحقيقة بالسوابق وتقوى الأولياء أن يتقوا رؤية تقواهم فلا يرون العصمة إلا من الله تعالى لا ينقطع إلا إليه.
قوله تعالى: * (لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا) * [الآية: 35].
قال جعفر: لأن الله أمره بتوفيقه وعصمته لا يجري في الدنيا منه عليه لغو ولا يسمع في الحضرة لغو لأن اللغو ذكر كل مذكور سواه ولا كذابا أي ولا قولا إلا القول الصادق بالشهادة على وحدانيته وأزليته وفردانيته.
قال الشبلي - رحمة الله عليه -: لا يسمعون فيها أي كلام إلا من الحق فإذا ظهرت الحقيقة حسب المقادير وصار الكل هباء في الحقائق ومن تحقق بالحق في الدنيا لا يسمعه الحق إلا منه ولا يشهده سواه لأن مستغرق في معادن التحقيق قال الله تعالى: * (لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا) *.
قوله تعالى: * (جزاء من ربك عطاء حسابا) * [الآية: 36].
قال جعفر: العطاء من الله على وجهين في الابتداء الإيمان والإسلام من غير مسألة
(٣٦٨)
مفاتيح البحث: سورة النبإ (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»