قوله تعالى: * (عينا يشرب بها عباد الله) * [الآية: 6].
إنها عيون يشربون منها في الدنيا فيورثهم ذلك شراب الخضرة وذلك من عيون الحياء وعيون البصر وعيون الوفاء.
قوله تعالى: * (ويخافون يوما كان شره مستطيرا) * [الآية: 7].
قال سهل: البلايا والشدائد في الآخرة عامة والبلاء منه خاص لخاص.
وقال بعضهم: خوفهم لله مع الوفاء بالنذور لعلمهم بما بقي عليهم من حقوق الله التي لم يهتدوا إليها فيعرفوها ولا يفزعوا إليها فيشكروا، فخوفهم من تقصير الشكر على النعم.
قوله تعالى: * (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) * [الآية: 17].
قال بعضهم: حرارتها بعثتهم على طلبها وصفح عنهم الأثقال والمحن والمؤن وهذا تفسير قول القائل على قدر المجاهدات بل على قدر الملاحظات ظهرت السعادات.
وقال الصبيحي: سقى الحق أهله بكاسات منها كأس منى ومنها كأس غنى ومنها كأس هيام.
وقال إبراهيم له: حتى الممات بحبه وحولي من الحب المرح ومنها كأس دنف ومنها كأس تقلقل ومنها كأس أحزان ومنها كأس اشجان ومنها كأس عموم ومنها كأس هموم ومنها كأس سكر ومنها كأس صحو ومنها كأس إفاقة ومنها كأس شقاء ومنها كأس حلاوة ومنها كأس بشاشة ومنها كأس اشتياق ومنها تبسم ومنها كأس ذوق ومنها كأس عيش.
قوله تعالى: * (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) * [الآية: 21].
قال سهل: فرق الله بهذه اللفظة بين الطهور والطهر وبين خمر الجنة وخمور الدنيا فخمور الدنيا نجسة تنجس صاحبها وشاربها بالآثام وخمر الجنة طهور تطهر شاربها من كل دنس وتصلحه لمجلس القدس ومشهد العز.
قال بعضهم في قوله: * (وسقاهم ربهم) * الآية إن لله شرابا طاهرا شهيا ادخرها في كنوز ربوبيته لأوليائه وأصفيائه يفجر لهم من ينبوع المعرفة في انهار المنة فسقاهم ربهم بكأس المحبة شرابا طهورا فإذا شربوا بقلوبهم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله سقاهم ذلك في الدنيا في ميدان ذكره بكأس محبته على منابر أنسه بمخاطبة الإيمان.