تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
وقال النباحي: القسوة عقوبة المعصية.
وقال الواسطي: هي انحراف القلب وهو أن يكله الله إلى تدبيره.
وقال: قسوة القلب من العلم أشد من القسوة بالفعل.
قال أبو عثمان: علامة قسوة القلب أن لا تعمل فيه الموعظة ولا تؤثر فيه النصيحة ولا تظهر يه بركة مجالسة الصالحين.
قوله تعالى: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) *.
سمعت عبد الله الرازي: يقول: سمعت أبا علي الجوزجاني يقول: الصديقون حزب الله خواصهم أهل المعرفة واوساطهم العقلاء.
قال: وسمعت أبا علي يقول: قلوب الأبرار معلقة في الملكوت مقبلين ومدبرين وقلوب الصديقين معلقة بالعرش مقبلين بالله ولله.
قوله تعالى: * (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) * [الآية: 20].
قال ذو النون: خلق الدنيا مذمومة وأكثر منها ذما من طلبها وركن إليها وافتخر بها وارغب الناس فيها من أخفى طلبها وأكثر ذمها عند طلابها ولا سيما إذا كان ذمه للدنيا حرفة وهو الذي لا دواء لرأيه.
سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أحمد بن مزاحم يقول: سمعت أبا بكر الوراق يقول: الدنيا دار بلاء ودار تعب وهوى فمن افنى مراده منها سلم من كل شيء.
سمعت أبا الحسين يقول: سمعت أحمد يقول: سمعت أبا بكر الوارق يقول: الدنيا ما يفنى والآخرة ما يبقى ولا يفنى.
وقال سهل: أصل الدنيا الجهل وفرعها المأكل والمشرب وحب اللباس والنوم والراحة والنساء والطيب والأموال وثمرتها المعاصي وهي التي تورث العقوبة وقسوة القلب وحب المعصية.
وقال عمر المكي: ذكر الله الزهد في الدنيا تعريضا بالمدح والذم وأشار إليه تعريفا بالترغيب والترهيب والتشويق والتحذير فقال: * (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) * الآية.
قوله تعالى: * (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) * [الآية: 20].
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»