تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٩
النفس، والأهل، والمال، والولد أمر الله العوام أن يتبعوا ملة إبراهيم في الشريعة، وأمر الخواص أن يتبعوا ملته في بذل المال والنفس والولد لمولاه، وتوافقونه موافقة الحنين في كل الأوقات.
قوله تعالى: * (هو سماكم المسلمين من قبل) * [الآية: 78].
قال ابن عطاء رحمة الله عليه: زينكم بزينة الخواص قبل أن أوجدكم، لأنكم في القدرة عند الإيجاد كما كنتم قبل الإيجاد، سبقت لكم من الله الخصوصية في أزله.
قوله تعالى ذكره: * (واعتصموا بالله هو مولاكم) * [الآية: 78].
قال النوري: الاعتصام بالله هو خلو القلب والسر عما يشغل عنه، والاشتغال بموافقته، والإقبال عليه. قال الله: * (واعتصموا بالله هو مولاكم) * أي هو الذي يغنيكم به إن أقبلتم على الاعتصام.
قال ابن عطاء رحمة الله عليه: الاعتصام هو العجز، والثقة بالقوى، والرجوع إليه، والالتجاء به، * (فنعم المولى ونعم النصير) *.
قال جعفر: نعم المعين لمن استعان به، ونعم النصير لمن استنصره.
وقال بعضهم: المستعين به من يكون خالصا له، ومفوضا إليه، ومتوكلا عليه. والله
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»