تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٢
قال أبو سعيد الخراز: المنيب يعمل في إنابته ثلاثة أشياء يستبطئ الموت لما يخاف من الفتنة في الدنيا ويستبطئ الثواب في القبر لما يرجو من جزيل العطاء في الآخرة ويستبطئ القيامة لما يرجوا من الخلود في مجاورة الرحمن والنظر إليه.
وقال محمد بن خفيف: همة المنيب حنين القلب إلى أوقاته العامرة وعبادته الكاملة.
وقال الحسين: الإنابة جاءت من قبل المعرفة فأحسن الخلق إنابة إلى الله ورجوعا إليه أحسنهم به معرفة.
قوله تعالى: * (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) * [الآية: 56].
قال سهل: من ترك المراعاة لحق الله وملازمة خدمته اشتغل بعاجل الدنيا ولذة الهوى ومتابعة النفس وضيع في جنب الله - أي في ذاته - من القصد إليه والاعتماد عليه.
قال فارس: يقول الله من هرب مني أحرقته أي هرب مني إلى نفسه أحرقته بالتأسف على فوتي إذا شاهد غدا مقامات أرباب معارفتي تدل عليه.
قوله: * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * وهذا لا يقوله إلا محترق.
قوله تعالى: * (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله) * [الآية: 60].
قال يوسف بن الحسين: أشد الناس عذابا يوم القيامة من ادعى في الله ما لم يكن له ذلك واظهر من أحواله ما هو خال عنها قال الله تعالى: * (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة.
وقال الثوري في قوله: * (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) * قال: هم الذين ادعوا محبة الله ولم يكونوا فيها صادقين.
قوله تعالى: * (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم..) * [الآية: 61].
قال أبو عثمان: التقوى فيه النجاة من المهالك قال الله تعالى: * (وينجي الله الذين اتقوا) *.
قال الواسطي - رحمة الله عليه -: ينجيهم بما سبق لهم من الفوز لا يمسهم السوء بزوال النعمة ولا هم يحزنون على الفوت.
قال القاسم: سعادتهم السابقة وقضيته فيهم الماضية لهم وعليهم لا بنفوسهم المتعبة
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»