تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٩٣
ورسله، فمن آمن به فقد آمن بغيبه، وكل ما في القرآن مما يشير إلى غيبه، فإنما يشير بنفسه إلى غيبه ولا يعلم غيبه إلا هو.
قوله تعالى: * (إن الدين عند الله الإسلام) * [الآية: 19].
قال أبو عثمان: إن الدين ما سلم لك من البدع والضلالات، والأهواء، وسلمت فيه من الرياء والشهوة الخفية، ورؤية الخلق وتعظيم الطاعات.
وقال محمد بن علي في قوله تعالى: * (إن الدين عند الله الإسلام) * إن المتدين بالإسلام من سلم من رؤية الخلق وسلم قلبه من شهوات نفسه، وسلم روحه من خواطر قلبه، وسلم سره من طيران روحه، فهو في حال الإستقامة مع الله تعالى.
قال جعفر: إن الدين عند الله الإسلام هو ما سلم عليه صاحبه من وساوس الشيطان وهواجس النفس وعذاب الآخرة.
قوله تعالى: * (قل اللهم مالك الملك) * [الآية: 26].
قال الواسطي: عزى الملوك بذلك فأعلمهم أنهم مجبورون في ملكهم وأن الملك عوارى لديهم بقوله: * (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) *.
قال أبو عثمان: الملك: الإيمان وهذا دليل أن الإيمان لا يتحقق على شخص إلا بعد الكشف والسلامة له في الانقلاب إلى ربه، فربما يكون عارية وربما يكون عطاء. قال الله تعالى: * (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) * فهو مترسم برسم الملوك، وقد نزع منه ملكه.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»