تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤٥٣
العصمة وخصوصية الاصطفاء والإجتباء.
قوله تعالى: * (فمن اتبع هداي) * [الآية: 123].
قال سهل: هو الاقتداء، وملازمة الكتاب والسنة فلا يضل على طريق الهدى، ولا يشقى في الآخرة والأولى.
قوله تعالى: * (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) * [الآية: 124].
قال: لا يعرض أحد عن ذكر ربه إلا أظلم عليه وقته، وتشوش عليه رزقه.
وقال جعفر في هذه الآية: لو عرفوني ما أعرضوا عني، ومن أعرض عني رددته إلى الإقبال على ما يليق به من الأجناس والألوان.
قال الواسطي: ما كان ذلك ذكرى حتى أعرضوا عنه، بل كانت تلك أذكارهم، وذكري قد سبق لمن يذكرني على الحقيقة، فلا يكون له إعراض عني، ولا على غيري إقبال.
قوله تعالى: * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه) * [الآية: 131].
قال الواسطي رحمة الله عليه في هذه الآية: تسلية للفقراء وتعزية لهم حيث منع الخلق عن النظر إلى الدنيا على وجه الاستحسان فقال: * (ولا تمدن عينيك) * الآية.
ثم أمرهم بعد هذا بالعبودية وملازمة الطاعة فقال: * (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) * [الآية: 132].
لذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين قرأ هذه الآية قال: ' من لم يتعزى بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات '.
وقال سهل: لا تنظر إلى ما يورثك وسوسة الشيطان، ومخالفة الرحمن، وأماني النفس، والسكون إلى مألوفات الطبع فإنها تفتن، فكل واحد منها مما يقطع عن الله.
قوله تعالى: * (ورزق ربك خير وأبقى) * [الآية: 131].
قال أبو بكر بن طاهر في هذه الآية: هو القناعة بما يملكه، والزهد فيما لا يملكه.
وقال بعضهم: من رزق الثقة بالله، والرضاء عن الله فقد أعطى أفضل الأرزاق.
وقال أبو عثمان في قوله * (ورزق ربك خير وأبقى) * قال: هو توكل لأنه أبقى للمرء
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 » »»