قال بعضهم: أوجده طعم الاصطفاء بقوله واصطنعتك لنفسي.
قال سهل: أي مفردا بالتجريد لا يشغلك عني به شيء.
قال الخراز: فطرتك صنعة يدعو إلي لا إلى نفسك وغيرك يدعو إلى نفسه لا إلي.
قوله تعالى: * (ولا تنيا في ذكري) * [الآية: 42].
قال سهل: لا تكثر الذكر باللسان، وتغفل عن مراقبة القلب.
قوله تعالى: * (اذهبا إلى فرعون إنه طغى) * [الآية: 43].
قال ابن عطاء: الإشارة إلى فرعون وهو المبعوث في الحقيقة إلى السحرة، فإن الله لا يرسل أنبياءه إلى أعداءه، ولم يكن لأعدائه عنده من الخطر ما يرسل إليهم أنبياءه، ولكن يبعث الأنبياء إليهم ليخرج أولياءه المؤمنين من بين أعدائه الكفرة.
قوله تعالى: * (فقولا له قولا لينا) * [الآية: 44].
قال يحيى بن معاذ: هذا رفقك بمن يدعي الربوبية فكيف رفقك بمن يدعي العبودية.
وقيل: هذا رفقك من أذاك، فكيف رفقك بمن يؤذي فيك وهذا رفقك بمن عاداك، فكيف رفقك بمن عادى فيك. وهذا رفقك مع أعدائك فكيف رفقك مع أوليائك.
وقال النهرجوري: هذا رفقك بمن جحدك وبارزك فكيف رفقك بمن عبدك وخضع لك.
وقال أيضا: قال الله لموسى: * (فقولا له قولا لينا) *.
قال الله لموسى: إنه أحسن إليك في ابتداء أمرك فلم تكافئه فأحببت أن أكافئه عنك.
قوله تعالى: * (لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى) * [الآية: 46].
قال سهل: أمر الله تعالى أنه ومعهما بالنصرة. مشاهد لهما في كل حال بالقوة، والمعونة، والتأييد لئلا يخافا عند إبلاغ الرسالة بحال.
قوله تعالى: * (والسلام على من اتبع الهدى) * [الآية: 47].
قال الواسطي رحمه الله: اتباع الهدى بسابقة الهدى فمن سبقت له من الله الهداية اتبع الهدى في جميع أحواله.
قوله تعالى: * (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) * [الآية: 55].