أحد؛ لأن أسماءه بلا علة، وإنما يظهر للخلق نصيبهم من الأسامي لا حقيقة حقه فمن ظن أنه يفسر أساميه على حقيقة حقه فقد ضل ضلالا بعيدا؛ لأنه أظهر الأسامي للإثبات رحمة لخلقه لا إشرافا على صفاته ونعوته قال الله تعالى: * (ولا يحيطون به علما) * وكيف يدرك شيء من صفات من الجهات لا يضمنه والسمات لا يأخذه والأوقات لا تداوله ومصنوعة لا تجاوله والترجمة لا تجليه والآداب لا تؤدبه والإشارات لا تدانيه، لم تلتبس به حال ولا ينازعه باك، لا الصفات أوجدته ولا الأسامي زينته، بل هو موجد كل موجود وخالف كل موصوف - جل وتعالى -.
سمعت منصورا بإسناده يقول عن جعفر قال: الرحمن الذي يرزق الخلق ظاهرا وباطنا، فرزق الظاهر الأقوات من المأكولات والمشروبات والعوافي، والباطن العقل والمعرفة والفهم وما ركب فيه من أنواع البدائع كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس والهمة والظن.
قوله تعالى: * (مالك يوم الدين) *.
قال ابن عطاء: مجازى يوم الحساب كل صنف بمقصودهم وهمتهم، يجازى العارفين بالقرب منه والنظر إلى وجهه الكريم، ويجازى أرباب المعاملات بالجنات.
وقيل: من حق العبيد إذا شاهدوا مليكهم أن ينسوا المملكة عند مشاهدة مليكهم.
وقيل: إنه لمن يزل ولا يزال قلقا فكن في الدنيا كما تكون في الآخرة. والها حذرا عالما أنك في ملكه حيث ما كنت.
وقيل: ملك يوم الدين، يوم الكشف والإشهاد * (لتجزى كل نفس بما تسعى) *.
وقيل: إنها خمسة أسامي لله ورب العالمين والرحمن والرحيم ومالك فاستدعى الإلهية الوله والربوبية رؤية المنة والرحمن رؤية الشفقة، والرحيم رؤية التعطف، والمالك القطع عن المملكة بالاتصال بمالكها.
قوله تعالى: * (إياك نعبد وإياك نستعين) *.
على ترك زكاتنا، وأيضا إياك نعبد بالعمل الخالص أي: إياك نعبد بقطع العلائق والأعواض، وإياك نستعين على الثبات على هذه الحال فإنا بك لا بنا.