تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٥ - الصفحة ٣٢
قال: فيعظم للنار وتزرق عيناه ويسود وجهه، ويكسى سرابيل القطران ويقال له: انطلق إلى أصحابك؛ فأخبرهم إن لكل إنسان منهم مثل هذا. فينطلق وهو يقول: * (يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية) * يتمنى الموت * (هلك عني سلطانيه) * تفسير ابن عباس هلكت عني حجتي.
قال الله: * (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) * أي: اجعلوه يصلي الجحيم * (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا) * الله أعلم بأي ذراع * (فاسلكوه) * فيسلك فيها، تدخل من فيه حتى تخرج من دبره، ولو أن حلقة منها وضعت على جبل لذاب؛ فينادي أصحابه: هل تعرفونني؟ فيقولون: لا ولكن قد نرى ما بك من الخزي فمن أنت؟ فيقول أنا فلان ابن فلان إن لكل إنسان منكم مثل هذا قال الله: * (فليس له اليوم ها هنا حميم) * أي: شفيق ينفعه * (ولا طعام إلا من غسلين) * يعني: غسالة أهل النار: القيح والدم * (لا يأكله إلا الخاطئون) * المشركون.
قال محمد: الاختيار أن يوقف على الهاءات التي مضت في قوله * (كتابيه) * * (حسابيه) * و * (ماليه) * و * (سلطانيه) * وتوصل، وقد حذفها قوم في الوصل؛ وهو خلاف المصحف ذكره الزجاج.
تفسير سورة الحاقة من آية (38 - 46)
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»