تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٣ - الصفحة ٣٨
باليمامة الساحر الكذاب يعنون: مسيلمة. فقالت لهم اليهود: اذهبوا (ل 189) فسلوا صاحبكم عن خلال ثلاث؛ فإن الذي باليمامة قد عجز عنهن هما اثنان من الثلاث؛ فإنه لا يعلمهما إلا نبي، فإن أخبركم بهما فقد صدق، وأما الثالثة فلا يجترئ عليها أحد، فقالت لهم رسل قريش: أخبرونا بهن.
فقالت لهم اليهود: سلوه عن أصحاب الكهف والرقيم وقصوا عليهم قصتهم وسلوه عن ذي القرنين وحدثوهم بأمره وسلوه عن الروح، فإن أخبركم فيه بشيء، فهو كاذب. فرجعت رسل قريش إليهم، فأخبروهم بذلك، فأرسلوا إلى نبي الله فلقيهم فقالوا: يا ابن عبد المطلب، إنا سائلوك عن خلال ثلاث، فإن أخبرتنا بهن فأنت صادق، وإلا فلا تذكرن آلهتنا بشيء. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما هن؟ قالوا: أخبرنا عن أصحاب الكهف؛ فإنا قد أخبرنا عنهم بآية بينة، وأخبرنا عن ذي القرنين؛ فإنا قد أخبرنا عنه بأمر بين، وأخبرنا عن الروح، فقال رسول الله: أنظروني حتى أنظر ما يحدث إلي فيه ربي؟
قالوا: فإنا ناظروك فيه ثلاثا. فمكث رسول الله ثلاثة أيام لا يأتيه جبريل، ثم أتاه جبريل، فاستبشر به النبي عليه السلام وقال: يا جبريل، قد رأيت ما سأل عنه قومي ثم لم تأتني! قال له جبريل: * (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا) * فإذا شاء ربك أرسلني إليك.
ثم قال له جبريل: إن الله قال: * (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) *: ثم قال له: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) * فذكر قصتهم، وقال: * (ويسألونك عن ذي القرنين) * فذكر قصته، ثم
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»