تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٢ - الصفحة ١٠١
وهذا ما كان يأكل الرجال دون النساء * (وأنعام حرمت ظهورها) * وهو ما حرموا من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام؛ وقد مضى تفسير هذا * (وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها) * هو ما استحلوا من أكل الميتة * (افتراء عليه) * على الله؛ فإنهم زعموا أن الله أمرهم بهذا.
* (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء) * كان ما ولد من تلك الأنعام من ذكر يأكله الرجال دون النساء، وإذا كانت أنثى تركت محرمة على الرجال والنساء، وإن كانت ميتة فهم فيه شركاء يأكلونها جميعا.
قال محمد:
من قرأ (خالصة لذكورنا) فكأنهم قالوا: جماعة ما في بطون هذه الأنعام من ذكور خالصة لذكورنا، ويرد [محرم] على لفظ (ما) لأن ما ذكر مذكر.
* (سيجزيهم وصفهم) * أي: بما زعموا أن الله أمرهم به * (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها) * يعني: سفه الرأي.
* (بغير علم) * أتاهم الله يأمرهم فيه بقتل أولادهم؛ وهي الموءودة؛ كانوا يدفنون بناتهم وهن أحياء خشية الفاقة، ويقولون: إن الملائكة بنات الله، والله صاحب بنات؛ فألحقوا البنات به * (وحرموا ما رزقهم الله) يعني:
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»