تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٢ - الصفحة ٢٣٥
ماتوا على الكفر * (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه) * الآية.
قال قتادة:
ذكر لنا: أن رجلا قال لنبي الله صلى الله عليه وسلم: إن من آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني، ويفي بالذمم؛ أفلا تستغفر لهم؟ قال: بلى، فوالله إني لأستغفر لوالدي؟ كما استغفر إبراهيم لأبيه.
فأنزل الله - سبحانه -: * (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) * '.
* (فلما تبين له أنه عدو لله) * أي: مات على شركه * (تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) * قال ابن عباس: الأواه: الموقن. وقال ابن مسعود: هو الدعاء.
قال محمد: وذكر أبو عبيد أن هذا التفسير أقرب في المعنى؛ لأنه من التأوه، وهو من الصوت، منه قول الشاعر:
* فأوه بذكراها إذا ما ذكرتها * ومن بعد أرض دونها وسماء) * قال محمد: يقال: (أوه) بتسكين الواو وكسر الهاء، و (أوه) مشددة، يقال: آه الرجل يئوه إذا قال: أوه من أمر يشق عليه، ويقال: تأوه الرجل، والمتأوه: المتلهف.
* (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم...) * الآية.
بلغنا أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ماتوا قبل أن تفترض الفرائض أو بعضها؛ فقال قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: مات إخواننا قبل أن تفترض
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»