تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٧٦
يعني إلى طريق الرب العزيز بالنقمة لمن لم يجب الرسل * (الحميد) * في فعاله قوله عز وجل * (وقال الذين كفروا) * يعني كفار أهل مكة * (هل ندلكم على رجل) * يعني قال بعضهم لبعض هل ندلكم على رجل * (ينبئكم) * يعني يخبركم * (إذا مزقتم كل ممزق) * يعني يخبركم أنكم إذا متم وتفرقتم في الأرض وأكلتكم الأرض كل ممزق وكنتم ترابا * (إنكم لفي خلق جديد) * يعني بعد هذا كله صرتم خلقا جديدا قوله عز وجل * (افترى على الله كذبا) * يعني قالوا إن الذي يقول إنكم لفي خلق جديد اختلق على الله كذبا * (أم به جنة) * يعني به جنون يقول الله * (بل الذين لا يؤمنون بالآخرة) * هم أكذب حين كذبوا بالبعث * (في العذاب والضلال البعيد) * يعني هم في العذاب في الآخرة والخطأ الطويل في الدنيا عن الحق ثم خوفهم ليعتبروا فقال عز وجل * (أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض) * لأن الإنسان حيثما نظر رأى السماء والأرض قال قتادة إن نظرت عن يمينك أو عن شمالك أو بين يديك أو من خلفك رأيت السماء والأرض " إن يشأ يخسف بهم الأرض " يعني تغور بهم وتبتلعهم الأرض * (أو نسقط عليهم كسفا من السماء) * يعني جانبا من السماء قرأ حمزة والكسائي " إن يشأ يخسف " " أو يسقط " الثلاثة كلها بالياء وقرأ الباقون كلها بالنون فمن قرأ بالياء فمعناه إن يشأ الله ومن قرأ بالنون فهو على معنى الإضافة إلى نفسه ثم قال عز وجل * (إن في ذلك لآية) * يعني لعبرة * (لكل عبد منيب) * يعني مقبل إلى طاعة الله عز وجل ويقال مخلص القلب بالتوحيد ويقال * (أفلم يروا إلى ما بين أيديهم) * يعني أفلم يعلموا أن الله خالقهم وخالق السماوات والأرض وهو قادر على أن يخسف بهم إن لم يوحدوا * (إن في ذلك لآية) * أي لعلامة لوحدانيتي سورة سبأ 10 - 11 قوله عز وجل * (ولقد آتينا داود منا فضلا) * يعني أعطيناه النبوة والملك حتى قلنا * (يا جبال أوبي معه) * يعني سبحي مع داود وأصله في اللغة من الرجوع وإنما سمي التسبيح إيابا لأن المسبح يسبح مرة بعد مرة وقال القتبي أصله التأويب من السير وهو أن يسير النهار كله كأنه أراد أوبي النهار كله بالتسبيح إلى الليل ثم قال * (والطير) * وقرئ في الشاذ * (والطير) * بالضم وقراءة العامة بالنصب فمن قرأ بالضم فهو على وجهين أحدهما أن يكون نسقا على ما في * (أوبي) * والمعنى يا جبال ارجعي بالتسبيح معه أنت والطير ويجوز أن يكون مرفوعا على النداء والمعنى أيها الجبال وأيها الطير ومن قرأ بالنصب فلثلاث معان أحدها لنزع الخافض ومعناه أوبي معه ومع
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»