تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٧٩
وروى إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة قال كان سليمان عليه السلام إذا مر بشجرة يعني بشيء من نبات الأرض قال لها ما شأنك فتخبره الشجرة أنها كذا وكذا ولمنفعة كذا وكذا فيدفعها إلى الناس حتى ينتفعوا بها فمر بشجرة فقال لها ما اسمك يا شجرة فقالت أنا خرنوبة فقال ما شأنك قالت أنا لخراب المسجد فتعصى سليمان منها عصا فكانت الجن يقولون للإنس إنا نعلم الغيب وإن سليمان سأل الله عز وجل أن يخفي موته فلما قضى الله عز وجل على سليمان الموت لم تدر الجن ولا الإنس ولا أحد كيف مات ولم يطلع أحد على موته والجن تعمل أشد ما كانوا عليه حتى خر سليمان عليه السلام فنظروا كيف مات فلم يدروا فنظروا إلى العصا فرأوا العصا قد أكلت يعني قد أكل منها وفي العصا أرضة فنظروا إلى أين أكلت الأرضة من العصا فجعلوا لها علما ثم ردوا الأرضة فيها فأكلت شهرا ثم نظروا كم أكلت في هذا الشهر ثم قاسوها بما أكلت من قبل فكان لموته اثنا عشر شهرا فتبين للجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين فقالت الجن إن لها علينا حقا يعني للأرضة فم يبلغونها الماء فلا يزل لها طينة رطبة فذلك قوله * (فلما قضينا عليه الموت) * * (ما دلهم على موته) * يعني ما دل الجن على موت سليمان * (إلا دابة الأرض) * يعني الأرضة * (تأكل منسأته) * يعني عصاه قرأ نافع وأبو عمرو * (منسأته) * بلا همز وقرأ الباقون بالهمز فمن قرأ بالهمز فهو من نسأ ينسأ إذا زجر الدابة ثم تمسى عصاه منسأة لأنه يزجر بها الدابة ومن قرأ بغير همز فقد حذف الهمزة للتخفيف وكلاهما جائز * (فلما خر) * يعني سقط سليمان عليه السلام * (تبينت الجن) * عند ذلك للأنس أن الجن لا يعلمون الغيب ويقال * (تبينت الجن) * يعني ظهر لهم أنهم لو علموا الغيب * (ما لبثوا في العذاب المهين) * فتفرقوا عند ذلك قرأ حمزة * (من عبادي الشكور) * بسكون الياء وقرأ الباقون بالنصب وهما لغتان وكلاهما جائز سورة سبأ 15 - 17 قوله عز وجل * (لقد كان لسبأ) * قرئ بالنصب والكسر وقد ذكرناه من قبل فمن قرأ بالكسر والتنوين جعله اسم أب القبيلة ومن قرأ بالنصب جعله أرضا والأول أشبه لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن سبأ فقال (هو اسم رجل) ويقال هو سبأ بن يشخب بن يعرب بن قحطان وروي عن ابن بعاس أنه قال (هي قرى اليمن بعث عز وجل ثلاثة عشر نبيا
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»