تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٨٨
ثم قال * (وهم في الغرفات آمنون) * قرأ حمزة " وهم في الغرفة " وقرأ الباقون * (وهم في الغرفات) * والغرفة في اللغة كل بناء يكون علوا فوق سفل وجمعه غرف وغرفات ومعناه وهم في الجنة آمنون من الموت والهرم والأمراض والعدو وغير ذلك من الآفات ثم قال عز وجل " والذين يسعون في آياتنا معجزين " والقراءة قد ذكرناها * (أولئك في العذاب محضرون) * يعني في النار معذبون * (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له) * وقد ذكرناه " وما أنفقتم من شيء " يعني ما تصدقتم من صدقة * (فهو يخلفه) * يعني فإن الله يعطي خلفه في الدنيا وثوابه في الآخرة * (وهو خير الرازقين) * يعني أقوى المعطين وروى أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما طلعت الشمس ولا غربت الشمس إلا بعث بجنبيها ملكان يناديان اللهم عجل لمنفق ماله خلفا وعجل لممسك ماله تلفا)) سورة سبأ 40 - 42 ثم قال عز وجل * (ويوم يحشرهم جميعا) * يعني الملائكة عليهم السلام ومن عبدهم قرأ بعضهم من أهل البصرة * (يحشرهم) * بالياء يعني يحشرهم الله عز وجل وقراءة العامة بالنون على معنى الحكاية عن نفسه * (ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون) * يعني أنتم أمرتم عبادي أن يعبدوكم وهذا سؤال توبيخ كقوله لعيسى عليه السلام " أأنت قلت للناس اتخذوني " [المائدة 116] الآية * (قالوا سبحانك) * فنزهت الملائكة ربها عن الشرك وقالوا * (سبحانك) * يعني تنزيها لك * (أنت ولينا من دونهم) * ونحن براء منهم من أن نأمرهم أن يعبدونا * (بل كانوا يعبدون الجن) * يعني أطاعوا الشياطين في عبادتهم إيانا * (أكثرهم بهم مؤمنون) * يعني مصدقين الشياطين مطيعين لها يقول الله تعالى * (فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا) * يعني شفاعة * (ولا ضرا) * يعني ولا دفع الضر عنهم * (ونقول للذين ظلموا) * يعني كفروا في الدنيا يعني يقال لهم في الآخرة * (ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون) * إنها غير كائنة سورة سبأ 43
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 88 89 90 91 92 93 ... » »»