تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥١
ما أرادوا من الظفر والغنيمة * (وكفى الله المؤمنين القتال) * يعني دفع الله عنهم مؤنة القتال حيث بعث عليهم ريحا وجنودا * (وكان الله قويا عزيزا) * فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق دخل المدينة ودخل على فاطمة رضي الله عنها وأراد أن يغسل رأسه فجاءه جبريل عليه السلام وقال لا تغسل رأسك ولكن اذهب إلى بني قريظة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال إن جبريل عليه السلام قال له حين وضع سلاحه وضعت سلاحك قال نعم قال ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها بعد وقد أمرك الله عز وجل أن تنهض نحو بني قريظة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فقال (عزمت عليكم أن لا تصلوا العصر إلا ببني قريظة) فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحه وخرج المسلمون معه واللواء في يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمر على بني عدي وبني النجار وقد أخذوا السلاح فقال (من أمركم أن تلبسوا السلاح) فقالوا دحية الكلبي وكان جبريل عليه السلام يتمثل في صورته فلما جاء بني قريظة وجد بعض الصحابة قد صلوا العصر قبل أن يأتوا بني قريظة مخافة أن تفوتهم عن وقتها وأبى بعضهم فقالوا نهانا رسول الله أن نصلي حتى نأتي بني قريظة فلم ينتهوا إلى بني قريظة حتى غابت الشمس ولم يصلوا العصر قال فلم يؤنب أحدا من الفريقين أي رضي بما فعل الفريقان جميعا وفيه دليل لقول بعض الناس إن كل مجتهد نصيب فجاء علي رضي الله عنه باللواء حتى غرزه عند الحصن فسبت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه ورجع إليه علي رضي الله عنه فقال تأخر يا رسول الله ونحن نكفيك قال (سبوني ولو كانوا دوني لم يسبوني) فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " يا أخوة القردة والخنازير أنزلوا على حكم الله وحكم رسوله " فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا ورجع حيي بن أخطب من الروحاء ذكر يمينه التي حلف بها لكعب بن الأشرف ودخل معهم في حصنهم ونزل بنو شعبة أسد وأسيد وثعلبة فأسلموا وأبى من بقي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة بن عبد المنذر (اذهب فقل لحلفائك ومواليك ينزلوا على حكم الله تعالى ورسوله) عليه السلام فجاءهم أبو لبابة فقال انزلوا على حكم الله ورسوله فقالوا يا أبا لبابة نصرناك يوم بغاث ويوم الحدائق والمواطن كلها التي كانت بين الأوس والخزرج ونحن مواليك وحلفاؤك فانصح لنا ماذا ترى فأشار إليهم ووضع يده على حلقه يعني الذبح فقالوا لا تفعل يعني لا ننزل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (خنت الله ورسوله) فقال نعم فانطلق فربط نفسه بخشبة من خشب المسجد حتى تاب الله عليه والتمسه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجده فقالوا إنه قد ربط نفسه بخشبة من خشب المسجد فقال صلى الله عليه وسلم (لو جاءني لاستغفرت له فأما إذ ربط نفسه فدعوه حتى يتوب الله
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»