تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٠
حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم) [البقرة 214] الآية ويقال إنه قد أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه نازل ذلك الأمر فلما رأوه * (قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله) * * (وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما) * يعني لم يزدهم الجهد والبلاء إلا تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم وجرأة * (وتسليما) * يعني تواضعا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم سورة الأحزاب 23 - 27 ثم نعت المؤمنين فقال عز وجل * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * يعني وفوا بالعهد الذي عاهدوا ليلة العقبة * (فمنهم من قضى نحبه) * يعني أجله فمات أو قتل على الوفاء يعني وفي بعهده وقال القتبي النحب في اللغة النذر وذلك أنهم نذروا إذا لقوا العدو أن يقاتلوا فقتل في القتال فسمي قتله قضاء نحبه واستعير النحب مكان الموت وقال مجاهد النحب العهد وروى عيسى بن طلحة قال جاء أعرابي فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الذين قضوا نحبهم فأعرض عنه وطلع طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا ممن قضى نحبه) ثم قال عز وجل * (ومنهم من ينتظر) * يعني ينتظر أجله * (وما بدلوا تبديلا) * يعني ما غيروا بالعهد الذي عهدوا تغييرا ثم قال عز وجل * (ليجزي الله الصادقين بصدقهم) * يعني الوافين بوفائهم * (ويعذب المنافقين) * يعني إذا ماتوا على النفاق * (إن شاء أو يتوب عليهم) * يعني يقبل توبتهم إن تابوا * (إن الله كان غفورا رحيما) * لمن تاب منهم رحيما بهم قوله عز وجل * (ورد الله الذين كفروا) * يعني صدهم وهم الكفار الذين جاؤوا يوم الخندق * (بغيظهم) * يعني صرفهم عن المدينة مع غيظ منهم * (لم ينالوا خيرا) * يعني لم يصيبوا
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»