تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٥
العذاب ضعفين) يعني تعاقب مثلي ما يعاقب غيرها ويقال الجلد والرجم وهذا قول الكلبي ويقال * (من يأت منكن بفاحشة مبينة) * يعني بمعصية * (يضاعف لها العذاب ضعفين) * لأن كرامتهن كانت أكثر فجعل العقوبة عليهن أشد وهذا كما روي عن سفيان بن عيينة أنه قال يغفر للجاهل سبعون ما لا يغفر للعالم واحد ثم قال * (وكان ذلك على الله يسيرا) * يعني هينا قرأ ابن كثير وعاصم في إحدى الروايتين * (مبينة) * بنصب الياء وقرأ الباقون بالكسر وقرأ ابن كثير وابن عامر " نضعف " بالنون وتشديد العين * (لها العذاب) * بنصب الباء ومعناه لها العذاب وقرأ أبو عمرو " يضعف " بالياء والتشديد وضم الباء في * (العذاب) * على معنى فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون * (يضاعف) * وهما لغتان والعرب تقول ضعفت الشيء وضاعفته قوله عز وجل * (ومن يقنت منكن لله ورسوله) * يعني ومن تطع منكن الله ورسوله * (وتعمل صالحا) * يعني تعمل بالطاعات فيما بينها وبين ربها * (نؤتها أجرها مرتين) * يعني ثوابها ضعفين * (وأعتدنا لها رزقا كريما) * يعني وثوابا حسنا في الجنة قرأ حمزة والكسائي * (ويعمل صالحا) * بالياء وقرأ الباقون بالتاء فمن قرأ بالياء فللفظ " من " لأن لفظها لفظ واحد مذكر كما اتفقوا في قوله * (ومن يقنت) * ومن قرأ بالياء ذهب إلى المعنى وصار * (منكن) * فاصلا بين الفعلين وقرأ حمزة والكسائي " يؤتها " بالياء يعني يؤتها الله وقرأ الباقون بالنون على معنى الإضافة إلى نفسه سورة الأحزاب 32 - 33 ثم قال عز وجل * (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) * يعني لستن كسائر النساء فقال لستن كأحد ولم يقل كواحد لأن لفظ الأحد يصلح للواحد والجماعة وأما لفظ الواحد فلا يصلح إلا للواحد ثم قال عز وجل * (إن اتقيتن) * يعني إن اتقيتن المعصية وأطعتن الله ورسوله * (فلا تخضعن بالقول) * يعني لا تلن بالقول ويقال * (لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) * فأنتن أحق الناس بالتقوى وتم الكلام ثم قال * (فلا تخضعن بالقول) * يعني لا ترفقن بالقول وهو اللين من الكلام ومعلوم أن الرجل إذا أتى باب إنسان والرجل غائب فلا يجوز للمرأة أن تلين بالقول معه
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»