تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٠
شروب صحيح الجسم رحيب البطن * (بعد ذلك) * يعني مع ذلك * (زنيم) * يعني ملصق وقال ابن عباس الزنيم الدعي الملصق ويستدل بقول القائل (زنيم تداعاه الرجال زيادة * كما زيد في عرض الأديم الأكارع) ويقال الزنيم الشديد الخلق وقد روي في الخبر هذا التفسير وروى شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا العتل الزنيم) قال أما الجواظ فالذي جمع ومنع وتدعوه لظى نزاعة للشوى وأما الجعظري فالفظ الغليظ وأما العتل الزنيم فالشديد الخلق رحيب الصدر والجوف أكول شروب ظلوم للناس ويقال الزنيم الدعي وذكر أنه لما نزلت هذه الآية قال لأمه إن محمدا لصادق وأنه قال كذا وكذا فأقرت والدته له بذلك ثم قال * (أن كان ذا مال وبنين) * يعني تطعه وإن كان ذا مال وبنين فلا تطعه بسبب ماله ثم قال * (إذا تتلى عليه آياتنا) * يعني القرآن * (قال أساطير الأولين) * يعني كذبهم وأباطيلهم وقال السدي يعني أساجيع الأولين ثم قال * (سنسمه على الخرطوم) * يعني سنضربه على الوجه ويقال سنسود وجهه يوم القيامة ويقال سنسمه على أنفه وقال القتبي للعرب في هذا مذهب يقولون للرجل إذا سبه سبة قبيحة أو يثني عليه فاحشة قد وسمه ميسم سوء يريدون أنه ألصق به عارا لا يفارقه كما أن السمة لا يعفو أثرها وقد وصف الله تعالى الوليد بالحلف والمهانة والمشي بالنميمة والبخل والظلم والإثم والدعوى فألحق به عارا لا يفارقه في الدنيا والآخرة قال والذي يدل على هذا ما روي عن الشعبي في قوله * (عتل بعد ذلك زنيم) * قال العتل الشديد والزنيم له زنمة من الشر يعرف بها كما تعرف الشاة سورة نون والقلم 17 - 30
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»