تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٧
فكيف تؤمنون مع كفركم به من عذابه وعقوبته) * (فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) * أي من يقدر أن ينجي الكافرين من عذاب أليم ثم قال عز وجل * (هو الرحمن آمنا به) * يعني قل هو الرحمن بفضله إن شاء عذبنا وإن شاء رحمنا آمنا به * (وعليه توكلنا) * يعني فوضنا إليه أمورنا * (فستعلمون من هو في ضلال مبين) * يعني فستعرفون عند نزول العذاب من هو في خطأ بين قرأ الكسائي * (فسيعلمون) * بالياء بلفظ الخبر والباقون بالتاء على معنى المخاطبة يعني سوف تعلمون يا كفار مكة * (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) * يعني إن صار ماؤكم غائرا لا تناله الأيدي ولا الدلاء * (فمن يأتيكم بماء معين) * يعني بماء طاهر والغور والغائر يقال ماء غور ومياه غور وهو مصدر لا يثنى ولا يجمع وقال مجاهد * (بماء معين) * يعني جار وروى عكرمة عن ابن عباس يعني الطاهر وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له * (تبارك الذي بيده الملك) * " وروى زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال يؤتى بالرجل في قبره من قبل رأسه فيقول له ليس لك علي من سبيل قد كان يقرأ علي سورة الملك فيؤتى من قبل رجليه فيقول ليس لك علي سبيل كان يقوم بسورة الملك فيؤتى من قبل جوفه فيقول ليس لك علي سبيل قد أوعاني سورة الملك قال وهي المنجية تنجي صاحبها من عذاب القبر وروى ابن الزبير عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ سورة * (ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه) * و " تبارك الذي بيده الملك " والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»