تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٦
الهدى * (قليلا ما تشكرون) * يعني شكركم فيما صنع إليكم قليلا ويقال معناه خلق لكم السمع والأبصار والأفئدة آلة لطاعات ربكم وقطعا لحجتكم وقدرة على ما أمركم فاستعملتم الآلات في طاعة غير الله تعالى ولم توحدوه سورة الملك 24 - 27 قوله عز وجل * (قل هو الذي ذرأكم في الأرض) * يعني خلقكم من الأرض ويقال كثركم في الأرض وأنزلكم في الأرض * (وإليه تحشرون) * يعني إليه ترجعون بعد الموت فيجازيكم بأعمالكم قوله تعالى * (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) * يعني البعث بعد الموت إن كنتم صادقين أنا نبعث خاطبوا به النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الجماعة ويقال أراد به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه * (قل إنما العلم عند الله) * يعني علم قيام الساعة عند الله * (وإنما أنا نذير مبين) * يعني مخوفا أخوفكم بلغة تعرفونها قوله تعالى * (فلما رأوه زلفة) * يعني لما رأوا العذاب قريبا ويقال لما رأوا القيامة قريبة " وسيئت وجوه الذين كفروا " يعني ذللت ويقال قبحت وسودت وقال القتبي * (فلما رأوه زلفة) * يعني لما رأوا ما وعدهم الله تعالى قريبا منهم وقال الزجاج * (سيئت) * أي تبين فيها السوء * (في وجوه الذين كفروا) * * (وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * يعني تشكون في الدنيا قرأ قتادة والضحاك ويعقوب الحضرمي * (تدعون) * بالتخفيف يعني تستعجلون وتدعون الله في قولكم فأمطر علينا حجارة من السماء وقراءة العامة * (تدعون) * بالتشديد يعني تكذبون ويقال من أجله * (تدعون) * الأباطيل يعني تدعون أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما لا ترجعون ولا تجازون ويقال * (تدعون) * أي تتمنون سورة الملك 28 - 30 قوله تعالى * (قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي) * يعني إن عذبنا الله * (أو رحمنا) * يعني غفر لنا * (فمن يجير الكافرين) * يعني من ينجيهم ويغيثهم * (من عذاب أليم) * يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم (نحن مؤمنون بالله ونتوسل بعبادته إليه لا نأمن من عذابه على معصيته
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»