أخطأنا الطريق وليست هذه جنتنا فلما تفحصوا علموا أنها جنتهم وهذا عقوبة لهم فقالوا * (بل نحن محرومون) * يعني حرمنا منفعتها * (قال أوسطهم) * يعني أعدلهم وأعلمهم وأعقلهم * (ألم أقل لكم لولا تسبحون) * يعني هلا تستثنون في أيمانكم ويقال كان استثناؤهم التسبيح يعني هلا قلتم سبحان الله فندموا على فعلهم و * (قالوا سبحان ربنا) * يعني نزهوه وعظموه تائبين عن ذنوبهم ويقال معناه نستغفر ربنا * (إنا كنا ظالمين) * يعني ضارين بأنفسنا عاصين بمنعنا المساكين * (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) * يعني جعل بعضهم يلوم بعضهم بعضا بصنيعهم ذلك ثم قالوا بأجمعهم قوله * (قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين) * يعني عاصين بمنعنا المساكين ثم قالوا * (عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها) * يعني يعوضنا خيرا منها في الجنة * (إنا إلى ربنا راغبون) * يعني راجين مما عنده قال الله تعالى * (كذلك العذاب) * يعني هكذا عذاب الدنيا لمن منع حق الله تعالى * (ولعذاب الآخرة أكبر) * لمن لم يتب ولم يرجع عن ذنبه ويقال هكذا العذاب في الدنيا لأهل مكة بالجوع ولعذاب الآخرة أكبر إن لم يؤمنوا * (لو كانوا يعلمون) * يعني لو كانوا يفقهون ويقال لو كانوا يصدقون سورة نون والقلم 34 - 39 ثم ذكر ما للمتقين من الثواب فقال تعالى * (إن للمتقين عند ربهم) * في الآخرة * (جنات النعيم) * فلما ذكر الله تعالى نعيم الجنة قال عتبة بن ربيعة إن كان كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم فإن لنا في الآخرة أكثر ما للمسلمين لأن فضلنا وشرفنا أكثر فنزل * (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) * يعني أفنركم المجرمين كالمؤمنين ويقال معناه أفنهين المؤمنين كالمجرمن يعني لا يكون حال المسلمين في الهوان والذل كالمشركين ثم قال تعالى * (ما لكم كيف تحكمون) * يعني ويحكم كيف تقضون بالجور * (أم لكم كتاب فيه تدرسون) * يعني ألكم كتاب تقرؤون فيه * (إن لكم فيه لما تخيرون) * يعني في الكتاب مما تتمنون * (أم لكم أيمان علينا بالغة) * يعني ألكم عهد عندنا وثيق * (إلى يوم القيامة) * يعني في يوم القيامة * (إن لكم لما تحكمون) * يعني ما تقضون به لأنفسكم في الآخرة سورة نون والقلم 40 - 41
(٤٦٢)