تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٠
في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال (ما بال دعوى الجاهلية دعوها فإنها فتنة) فقال عبد الله بن أبي والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب رأس هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم (دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) وروى معمر عن قتادة أن عبد الله بن أبي قال لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله فإنكم لو لم تنفقوا عليهم قد انفضوا قال واقتتل رجلان أحدهما من جهينة والآخر من غفار وكانت جهينة حليف الأنصار فظهر عليهم الغفاري فقال رجل منهم عظيم النفاق يعني عبد الله بن أبي عليكم صاحبكم عليكم حليفكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد صلى الله عليه وسلم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وروى معمر عن الحسن أن غلاما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني سمعت عبد الله بن أبي يقول كذا فقال (فلعلك غضبت عليه) فقال أما والله يا نبي الله لقد سمعته يقول فقال (فلعله أخطأ سمعك) فقال لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقول فأنزل الله تعالى تصديقا للغلام * (لئن رجعنا إلى المدينة) * فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام وقال (وعت أذنك يا غلام) فنزل قوله تعالى * (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) * قال الله تعالى * (ولله خزائن السماوات والأرض) * يعني مفاتيح السماوات وهي المطر والرزق ومفاتيح الأرض وهي النبات * (ولكن المنافقين لا يفقهون) * أمر الله تعالى * (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) * يعني القوي * (منها) * أي من المدينة الذليل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال الله تعالى * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) * حيث قواهم الله تعالى ونصرهم أي القدرة والمنعة لله * (ولكن المنافقين لا يعلمون) * يعني لا يصدقون في السر ويقال * (ولله العزة) * يعني القدرة ويقال نفاذ الأمر * (ولرسوله) * وهو عزة النبوة والرسالة * (وللمؤمنين) * وهو عز الإيمان والإسلام أعزهم الله في الدنيا والآخرة
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»