تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٤١
الطلاق رجعيا فلها النفقة والسكنى بالإجماع وإن كان الطلاق بائنا فلها السكنى والنفقة في قول أهل العراق وقال بعضهم لها السكنى ولا نفقة ثم قال * (فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن) * يعني المطلقات إذا أرضعن أولادكم فأعطوهن أجورهن لأن النفقة على الأب وأجر الرضاع من النفقة فهو على الأب إذا كانت المرأة مطلقة ثم قال * (وأتمروا بينكم بمعروف) * يعني هموا به واعزموا عليه ويقال هو أن لا تضار المرأة بالزوج ولا الزوج بالمرأة في الرضاع ويقال * (وأتمروا بينكم) * يعني اتفقوا فيما بينكم يعني الزوج والمرأة يتفقان على أمر واحد * (بمعروف) * يعني بإحسان * (وإن تعاسرتم) * يعني تضايقتم وهو أن يأبى أن يعطى المرأة لأجل رضاعها وأبت المرأة أن ترضعه ويقال يعني أراد الرجل أقل مما طلبت المرأة من النفقة ولم يتفقا على شيء واحد قوله * (فسترضع له أخرى) * يعني يدفع الزوج الصبي إلى امرأة أخرى إن أرضعت بأقل مما ترضع الأم به ثم قال عز وجل * (لينفق ذو سعة من سعته) * يعني ينفق على المرأة ذو الغنى على قدر غناه وعلى قدر عيشه وسعته ويسره * (ومن قدر عليه رزقه) * يعني ضيق عليه رزقه * (فلينفق مما آتاه الله) * يعني على قدر ما أعطاه الله من المال * (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) * يعني لا يأمر الله نفسا في النفقة إلا ما أعطاها من المال * (سيجعل الله بعد عسر يسرا) * يعني المعسر ينتظر اليسر سورة الطلاق 8 - 11 قوله تعالى * (وكأين من قرية) * يعني فكم من أهل قرية قرأ ابن كثير * (وكأين) * بمد الألف والباقون * (وكأين) * بغير مد مع تشديد الياء وهما لغتان ومعناهما واحد يعني وكم من قرية * (عتت عن أمر ربها) * يعني أبت وعصت عن أمر ربها يعني عن طاعة ربها قال مقاتل * (عتت عن أمر ربها) * يعني خالفت وعصت وقال الكلبي العتو المعصية وقال أهل اللغة العتو مجاوزة الحد في المعصية ثم قال * (ورسله) * يعني عن طاعة رسل الله تعالى * (فحاسبناها حسابا شديدا) * يعني
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»