تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٨
سورة المنافقون مدنية وهي إحدى عشرة آية سورة المنافقين 1 - 4 قول الله تبارك وتعالى * (إذا جاءك المنافقون) * * (إذا) * حرف من حروف التوقيت وجوابه قوله * (فاحذرهم) * وهذا إعلام من الله تعالى بنفاقهم وكذبهم وغرورهم * (قالوا نشهد إنك لرسول الله) * يعني يقولون ذلك بلسانهم دون قلوبهم * (والله يعلم إنك لرسوله) * من غير قولهم * (والله يشهد) * يعني يبين * (إن المنافقين لكاذبون) * يعني إنهم مصدقون في قولهم ولكنهم كاذبون بأنهم أرادوا به الإيمان قوله عز وجل * (اتخذوا أيمانهم جنة) * يعني حلفهم جنة من القتل وقرأ بعضهم * (اتخذوا أيمانهم) * بكسر الألف بمعنى اتخذوا إظهار الإسلام وتصديقهم سترا لأنفسهم وقراءة العامة * (اتخذوا أيمانهم) * بالنصب يعني استتروا بالحلف وكلما ظهر نفاقهم حلفوا كاذبين ثم قال * (فصدوا عن سبيل الله) * يعني صرفوا الناس عن دين الله وهو الإسلام * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) * يعني بئس ما كانوا يعملون حيث أظهروا الإيمان وأسروا الكفر وصدوا الناس عن الإيمان * (ذلك) * يعني ذلك الحلف وصرف الناس عن الإيمان * (بأنهم آمنوا) * يعني أقروا باللسان علانية * (ثم كفروا) * يعني كفروا في السر * (فطبع على قلوبهم) * بالكفر * (فهم لا يفقهون) * الهدى ولا يرغبون فيه قوله تعالى * (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) * يعني المنافقين وهم عبد الله بن أبي بن سلول وكان رجلا جسيما فصيحا يعني يعجبك منظرهم وفصاحتهم * (وإن يقولوا تسمع لقولهم) * يعني لتصدقهم فتحسب أنهم محقون * (كأنهم خشب مسندة) * قال مقاتل فيها تقديم يقول كأن أجسامهم خشب مسندة بعضها على بعض قائما وإنها لا تسمع ولا تعقل ويقال * (خشب مسندة) * يعني خشب أسند إلى الحائط ليس فيها أرواح فكذلك المنافقون
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»