تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٩
لا يسمعون الإيمان ولا يعقلون قرأ الكسائي وأبو عمرو وابن كثير في إحدى الروايتين * (كأنهم خشب) * بجزم الشين والباقون بالضم ومعناهما واحد وهو جماعة الخشب فوصهفم بتمام الصور ثم أعلم أنهم في ترك التفهم بمنزلة الخشب ثم قال * (يحسبون كل صيحة عليهم) * فوصفهم بالجبن أي كلما صاح صائح ظنوا أن ذلك لأمر عليهم ويقال إن كل من خاطب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يخافون ويظنون أنه مخاطب يخاطبه في أمرهم وكشف نفاقهم ثم أمر أن يحذرهم وبين أنهم أعداؤه فقال * (هم العدو) * يعني هم أعداؤك * (فاحذرهم) * ولا تأمن من شرهم ثم قال * (قاتلهم الله) * يعني لعنهم * (أنى يؤفكون) * يعني من أين يكذبون ويقال من أين يصرفون عن الحق سورة المنافقون 5 - 6 ثم قال عز وجل " وإذ قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم " يعني عطفوا رؤوسهم رغبة عن الاستغفار وأعرضوا عنه وذلك أن عبد الله بن أبي بن سلول قيل له يا أبا الحباب قد أنزل فيك أي شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك فلوى رأسه ثم قال أمرتموني أن أؤمن فقد آمنت وامرتموني أن أعطي زكاة مالي فقد أعطيت وما بقي إلا أن أسجد لمحمد صلى الله عليه وسلم قرأ نافع * (لووا رؤوسهم) * بالتخفيف والباقون بالتشديد ومن قرأ بالتخفيف فهو من لوى يلوي ومن قرأ بالتشديد فهو للتكثير ثم قال * (ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون) * يعني يعرضون عن الاستغفار مستكبرين عن الإيمان في السر ثم أخبر أن الاستغفار لا ينفعهم ما داموا على نفاقهم فقال * (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) * لأنهم منافقون * (إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) * يعني لا يرشدهم إلى دينه لأنهم لا يرغبون فيه سورة المنافقون 7 - 8 ثم قال * (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) * يعني يتفرقوا وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»