تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٧
الواجب على المؤمنين أن يستغفروا لإخوانهم الماضين وفيه وينبغي للمؤمنين أن يستغفروا لآبائهم ولمعلميهم الذين علموهم أمور الدين سورة الحشر 11 - 14 ثم نزل في شأن المنافقين فقال * (ألم تر إلى الذين نافقوا) * يعني منافقي المدينة * (يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب) * يعني بني النضير * (لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا) * يعني ولا نطيع محمدا صلى الله عليه وسلم في خذلانكم * (وإن قوتلتم لننصرنكم) * يعني لنعينكم * (والله يشهد إنهم لكاذبون) * في مقالتهم وإنما قالوا ذلك بلسانهم في غير حقيقة في قلوبهم فقال الله تعالى * (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم) * يعني لئن أخرج بنو النضير لا يخرج المنافقون معهم * (ولئن قوتلوا لا ينصرونهم) * يعني لا يمنعونهم على ذلك * (ولئن نصروهم ليولن الأدبار) * يعني ولو أعانوهم لا يثبتون على ذلك ولن ينصروهم * (ليولن الأدبار) * يعني رجعوا منهزمين * (ثم لا ينصرون) * يعني لا يمنعون من الهزيمة ثم قال عز وجل * (لأنتم أشد رهبة) * يعني أنتم يا معشر المسلمين * (أشد رهبة في صدورهم من الله) * يعني خوفهم منكم أشد من عذاب الله في الآخرة * (ذلك بأنهم قوم لا يفقهون) * يعني لا يعقلون أمر الله تعالى ثم أخبر عن ضعف اليهود في الحرب فقال عز وجل * (لا يقاتلونكم جميعا) * يعني لا يخرجون إلى الصحراء لقتالكم * (إلا في قرى محصنة) * يعني حصينة " أو من رواء جدر " يعني يقاتلونكم من وراء الجدار فحذف الألف وهو جمع الجدار قرأ ابن كثير وأبو عمرو " من وراء جدار " بالألف والباقون " جدر " بحذف الألف وهو جماعة فمن قرأ * (جدار) * فهو واحد يريد به الجمع ثم قال * (بأسهم بينهم شديد) * يعني قتالهم فيما بينهم إذا اقتتلوا شديد وأما مع المؤمنين فلا ثم قال * (تحسبهم جميعا) * يعني تظن أن المنافقين واليهود على أمر واحد وكلمتهم
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»