تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٦
* (أعيدوا فيها) * ويقال إن جهنم إذا جاشت ألقتهم في أعلى الباب فطمعوا في الخروج منها فتلقاهم الخزنة بمقامع فتضربهم فتهوي بهم إلى قعرها وتقول لهم * (وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) * وقال في آية أخرى * (ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون) * [سبأ 42] بلفظ التأنيث لأنه أراد به النار وهي مؤنثة وههنا قال * (الذي كنتم به تكذبون) * بلفظ التذكير لأنه أراد به العذاب وهو مذكر سورة السجدة 21 - 22 ثم قال عز وجل وجن * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى) * وهو المصيبات والقتل والجوع * (دون العذاب الأكبر) * وهو عذاب النار يعني إن لم يتوبوا ويقال * (العذاب الأدنى) * هو السجن في الدنيا للفاسقين والعذاب الأكبر النار إن لم يتوبوا ويقال * (العذاب الأدنى) * عذاب القبر وقال إبراهيم يعني سنين جدب أصابتهم وقال أبو العالية مصيبات في الدنيا * (لعلهم يرجعون) * يعني يتوبون قوله عز وجل * (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه) * يعني وعظ بآيات ربه بالقرآن * (ثم أعرض عنها) * يعني عن الإيمان بها ولم يؤمن بها * (إنا من المجرمين منتقمون) * بالعذاب يعني منتصرون سورة السجدة 23 - 24 ثم قال عز وجل * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * يعني أعطينا موسى التوراة * (فلا تكن في مرية من لقائه) * قال مقاتل يعني فلا تكن في شك من لقاء موسى التوراة فإن الله عز وجل ألقى عليه الكتاب وقال في رواية الكلبي * (فلا تكن في مرية) * من لقاء موسى عليه السلام فلقيه ليلة أسري به في بيت المقدس يعني النبي صلى الله عليه وسلم لقي موسى عليه السلام هناك ويقال لقيه في السماء وذكر الخبر المعروف أنه فرض على النبي صلى الله عليه وسلم خمسون صلاة فقال له موسى عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فلم يزل يرجع حتى حط الله عز وجل إلى الخمس ويقال * (فلا تكن في مرية من لقائه) * يعني من لقاء الله عز وجل وهو البعث بعد الموت ويقال * (فلا تكن في مرية من لقائه) * يعني لا تشكن أنك تلقى موسى يوم القيامة ثم قال عز وجل * (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) * يعني جعلنا التوراة بيانا لهم وهدى من الضلالة ويقال * (وجعلناه هدى) * يعني جعلنا موسى هاديا لنبي إسرائيل يدعوهم * (وجعلنا منهم أئمة) * يعني وجعلنا من بني إسرائيل قادة في الخير * (يهدون بأمرنا) * يعني
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»