تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٧
يدعون الناس إلى أمر الله عز وجل * (لما صبروا) * قرأ حمزة والكسائي * (لما صبروا) * بكسر اللام والتخفف وقرأ الباقون بالنصب والتشديد فمن قرأ بالتشديد * (لما صبروا) * أي حين صبروا ويقال هو حكاية المجازاة يعني لما صبروا جعلناهم أئمة ومن قرأ بالتخفيف * (لما صبروا) * أي بما صبروا وتشهد لها قراءة ابن مسعود كان يقرأ * (بما صبروا) * ويقال معناه كما صبروا عن الدنيا وصبروا على دينهم فلم يرجعوا عنه ويقال معناه وجعلناهم أئمة بصبرهم * (وكانوا بآياتنا يوقنون) * يعني يصدقون بالعلامات التي أعطي موسى سورة السجدة 25 - 27 ثم قال عز وجل * (إن ربك هو يفصل بينهم) * يعني يقضي بينهم * (يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من الدين ثم خوف كفار مكة فقال عز وجل " أو لم يهد لهم " يعني أو لم يبين لهم الله تعالى وقرئ في الشاذ " أو لم نهد لهم " بالنون وقرأ العامة بالياء * (كم أهلكنا) * يعني أو لم نبين لهم الهلاك * (من قبلهم من القرون) * يعني قوم لوط وصالح وهود * (يمشون في مساكنهم) * يعني يمرون في منازلهم * (إن في ذلك لآيات) * يعني في إهلاكهم * (لآيات) * لعبرات * (أفلا يسمعون) * أي أفلا يسمعون المواعظ فيعتبرون بها ثم قال عز وجل " أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز " يعني اليابسة الملساء التي ليس فيها نبات يقال أرض جرز أي أرض جدب للتي لا نبات فيها يقال جرزت الجراد إذا أكلت وتركت الأرض جرزا * (فنخرج به زرعا) * يعني نخرج بالماء النبات * (تأكل منه أنعامهم) * أي من الكلأ والعشب والتبن * (وأنفسهم) * من الحبوب والثمار * (أفلا يبصرون) * هذه العجائب فيوحدوا ربهم سورة السجدة 28 - 30 قوله عز وجل * (ويقولون متى هذا الفتح) * قال مقاتل أي متى هذا القضاء وهو البعث وقال قتادة * (الفتح) * القضاء وقال مجاهد * (الفتح) * يوم القيامة * (إن كنتم صادقين) * تكذيبا منهم يعنون به النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال عز وجل * (قل) * يا محمد * (يوم الفتح) * يعني يوم القيامة " لا ينفع الذين كفروا
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»