تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣١٩
عتيد) يعني عنده حافظ حاضر وقال الزجاج * (عتيد) * أي ثابت لازم قوله تعالى * (وجاءت سكرة الموت بالحق) * يعني جاءت غمرته بالحق أنه كائن ويقال جاءت نزعات الموت * (بالحق) * يعني بالسعادة والشقاوة يعني يتبين له عند الموت ويقال فيه تقديم ومعناه جاءت سكرة الحق بالموت روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقرأ " وجاءت سكرة الحق بالموت " * (ذلك ما كنت منه تحيد) * يعني يقال له هذا الذي كنت تخاف منه وتكره ويقال ذلك اليوم الذي كنت تفر منه * (ونفخ في الصور) * يعني النفخة الأخيرة وهي نفخة البعث * (ذلك يوم الوعيد) * يعني العذاب في الآخرة * (وجاءت) * أي جاءت يوم القيامة * (كل نفس معها سائق وشهيد) * * (سائق) * يسوقها إلى المحشر ويسوقها إلى الجنة أو إلى النار * (وشهيد) * يعني الملك يشهد عليها وقال القتبي السائق ههنا قرينها من الشياطين يسوقها سمي سائقا لأنه يتبعها والشهيد الملك ويقال الشاهد أعضاؤه ويقال الليل والنهار والبقعة تشهد عليه ويقال له * (لقد كنت في غفلة من هذا) * يعني من هذا اليوم فلم تؤمن به وقد ظهر عندك بالمعاينة * (فكشفنا عنك غطاءك) * يعني غطاء الآخرة ويقال أريناك ما كان مستورا عنك في الدنيا ويقال أريناك الغطاء الذي على أبصارهم كما قال * (وعلى أبصارهم غشاوة) * [البقرة 7] حيث لم يعقلوا * (فبصرك اليوم حديد) * أي نافذ ويقال شاخص بصره يديم النظر لا يطرف حين يعاين في الآخرة ما كان مكذبا به ويقال * (حديد) * أي حاد كما يقال * (حفيظ) * يعني حافظ وقعيد بمعنى قاعد وقال الزجاج هذا مثل ومعناه إنك كنت بمنزلة من عليه غطاء * (فبصرك اليوم حديد) * يعني علمك بما أنت فيه نافذ سورة ق 23 - 30 قوله عز وجل * (وقال قرينه) * يعني الملك الذي كان يكتب عليه عمله * (هذا ما لدي عتيد) * يعني هذا الذي وكلتني به قد أتيتك به وهو حاضر يقول الله عز وجل * (ألقيا في جهنم) * يعني يقول للملكين ألقيا في جهنم * (كل كفار عنيد) * وقال بعضهم هذا أمر للملك الواحد بلفظ الاثنين وقال الفراء يرى أصل هذا أن الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة نفر فجرى كلام الواحد على صاحبيه ألا ترى أن الشعراء أكثر شيء قيلا يا صاحبي ويا خليلي قال الشاعر فقلت لصاحبي لا تحبساني وأدنى ما يكون الأمر
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»