تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٢
ثم قال عز وجل * (وكم أهلكنا قبلهم من قرن) * يعني قبل أهل مكة قوة * (هم أشد منهم بطشا) * يعني أشد من أهل مكة * (فنقبوا في البلاد) * يعني طافوا وتقلبوا في أسفارهم وتجاراتهم ويقال تغربوا في البلاد * (هل من محيص) * يعني هل من فرار وهل من ملجأ من عذاب الله سورة ق 37 - 42 قوله عز وجل * (إن في ذلك لذكرى) * يعني فيما صنع بقومك * (لمن كان له قلب) * يعني عقلا لأنه يعقل بالقلب فكني عنه * (أو ألقى السمع) * يعني استمع إلى القرآن * (وهو شهيد) * يعني قلبه حاضر غير غائب عنه وقال القتبي * (وهو شهيد) * يعني استمع كلام الله وهو شاهد الفهم والقلب ليس بغافل ولا ساه وروى معمر عن قتادة قال * (لمن كان له قلب) * من هذه الأمة * (أو ألقى السمع) * قال رجل من أهل الكتاب استمع إلى القرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله تعالى وروي عن عمر أنه قرأ * (فنقبوا) * بالتخفيف يعني فتبينوا ونظروا وذكروا ومنه قيل للعريف نقيب القوم لأنه يتعرف أمرهم ويبحث عنهم وقرأ الباقون بالتشديد يعني طوفوا وقوله تعالى * (هل من محيص) * [ق 36] يعني هل من ملجأ من الموت وقرأ يحيى بن يعمر * (فنقبوا) * بضم النون وكسر القاف يعني ففتشوا قوله عز وجل * (ولقد خلقنا السماوات والأرض) * وذلك أن اليهود قالوا لما خلق الله السماوات والأرض وفرغ منهما استراح في يوم السبت فنزل قوله * (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) * يعني ما أصبانا من إعياء وإنما يستريح من يعيى قوله عز وجل * (فاصبر على ما يقولون) * من المنكر وهو قولهم استراح ويقال فاصبر على ما يقولون من التكذيب وقال في رواية الكلبي نزلت في المستهزئين من قريش وفي أذاهم للنبي صلى الله عليه وسلم * (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) * يعني صل لربك صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر * ( ومن الليل) * يعني المغرب والعشاء * (فسبحه) * يعني صل له وهو المغرب والعشاء * (وأدبار السجود) * يعني ركعتي المغرب قرأ ابن كثير ونافع وحمزة * (وأدبار) * بكسر الألف والباقون بالنصب * (وأدبار) * فمن قرأ بالنصب فهو جمع
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»