تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٠
تحت الكعبة * (فنعم الماهدون) * يعني نعم الماهدون نحن ويقال في قوله * (وإنا لموسعون) * يعني نحن جعلنا بينهما وبين الأرض سعة ثم قال عز وجل " ومن كل شيء خلقنا زوجين " يعني صنفين الذكر والأنثى والأحمر والأبيض والليل والنهار والدنيا والآخرة والشمس والقمر والشتاء والصيف * (لعلكم تذكرون) * يعني تتعظون فيما خلق الله فتوحدوه قوله عز وجل * (ففروا إلى الله) * يعني توبوا إلى الله من ذنوبكم ويقال معناه * (ففروا) * من الله * (إلى الله) * أو * (ففروا) * من عذاب الله إلى رحمة الله أو * (ففروا) * من معصية الله إلى طاعة الله ومن الذنوب إلى التوبة * (إني لكم منه نذير مبين) * يعني مخوفا من عذاب الله تعالى بالنار * (ولا تجعلوا مع الله إلها آخر) * يعني لا تقولوا له شريكا وولدا * (إني لكم نذير مبين) * يعني فإن فعلتم فإني لكم مخوف من عذابه فلم يقبلوا قوله وقالوا هذا * (ساحر أو مجنون) * يقول الله تعالى تعزية لنبيه صلى الله عليه وسلم * (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول) * يعني هكذا ما أتى في الأمم الخالية من رسول * (إلا قالوا ساحر أو مجنون) * كقول كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم * (أتواصوا به) * يعني توافقوا وتواطؤوا فيما بينهم وأوصى الأول الآخر أن يقولوا ذلك ويقال توافقوا وتواطؤوا به كل قوم وجعلوا كلمتهم واحدة أن يقولوا * (ساحر أو مجنون) * قال الله عز وجل * (بل هم قوم طاغون) * يعني عاتين في معصية الله تعالى سورة الذاريات 54 - 60 ثم قال * (فتول عنهم) * يعني فأعرض عنهم يا محمد بعد ما بلغت الرسالة وأعذرت * (فما أنت بملوم) * يعني لا تلام على ذلك لأنك قد فعلت ما عليك * (وذكر) * يعني عظ أصحابك بالقرآن * (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * يعني المصدقين تنفعهم العظة ويقال فعظ أهل مكة * (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * يعني من قدر لهم الإيمان ثم قال عز وجل * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * يعني ما خلقتهم إلا أمرتهم بالعبادة فلو أنهم خلقوا للعبادة لما عصوا طرفة عين وقال مجاهد يعني ما خلقتهم إلا لآمرهم وأنهاهم ويقال * (إلا ليعبدون) * يعني إلا ليوحدون وهم المؤمنون وهم خلقوا
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»