تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٢
أنه قال السبع المثاني السبع الطوال وعن سعيد بن جبير قال البقرة آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس قال لأنه يثني فيها حدود الفرائض والقرآن ويقال السبع المثاني والقرآن كله وهو سبعة أسباع سمي مثاني لأن ذكر الأقاصيص فيه مثنى كقوله * (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني) * [الزمر: 23] وقال طاوس القرآن كله مثاني وقال أبو العالية المثاني فاتحة الكتاب سبع آيات وإنما سمي مثاني لأنه يثنى مع القرآن كلما قرىء القرآن قيل إنهم يزعمون أنها السبع الطوال قال لقد أنزلت هذه الآية وما أنزل شيء من الطوال وسئل الحسن عن قوله * (سبعا من المثاني) * قال * (الحمد لله رب العالمين) * حتى أتى على آخرها وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الحمد لله رب العالمين أم الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني وقال قتادة السبع المثاني هي فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة أو تطوع يعني في كل صلاة ويقال * (من المثاني) * أي مما أثني به على الله تعالى لأن فيها حمد الله تعالى وتوحيده و " من " ها هنا على ضربين يكون للتبعيض من القرآن أي أعطيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يثنى بها على الله تعالى وآتيناك القرآن العظيم ويجوز أن يكون السبع هي المثاني كقوله * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) * [الحج: 30] أي إجتنبوا الأوثان قوله * (لا تمدن عينيك) * أي لا تنظرن بعين الرغبة * (إلى ما متعنا به) * أي إلى ما أعطيناك في الدنيا من القرآن خير وأفضل مما أعطيناهم من الأموال فاستغن بما أعطيناك من القرآن والدين والعلم ولا تنظر إلى أموالهم * (أزواجا منهم) * أي أصنافا منهم وألوانا من الأموال وقوله * (منهم) * أي أعطينا رجلا من المشركين منهم * (ولا تحزن عليهم) * أي على كفار مكة إن لم يؤمنوا لأن مقدوري عليهم الكفر ويقال * (ولا تحزن عليهم) * إن نزل بهم العذاب * (واخفض جناحك للمؤمنين) * يقول لين جناحك عليهم أي تواضع للمؤمنين * (وقل إني أنا النذير المبين) * أخوفكم بعذاب مبين بلغة تعرفونها قال عز وجل * (كما أنزلنا على المقتسمين) * أي كما أنزلنا العذاب * (على المقتسمين) * وهم الذين إقتسموا على عقاب مكة ليردوا الناس عن دين الإسلام وعن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقال * (إني أنا النذير المبين) * بالقرآن كما أنزلنا التوراة والإنجيل على المقتسمين وهم اليهود والنصارى اقتسموا فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وقال مجاهد هم اليهود والنصارى فرقوا القرآن آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه ويقال إن أهل مكة قالوا أقاويل مختلفة " الذين جعلوا القرآن غصين " أي فرقوا القول فيه قال بعضهم سحر وقال بعضهم شعر وهذا قول قتادة ويقال أصله في اللغة الفرقة يقال فرقوه أي عضوه أعضاء يقال ليس دين الله بالتعضية أي بالتفريق وروى الضحاك عن ا بن عباس أنه قال جزؤوه وجعلوه أعضاء كأعضاء الجزور
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»