تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٥١
النار من قال لا إله إلا الله فعند ذلك يقولون يا ليتنا كنا مسلمين وعن أبي العالية مثله ثم قال تعالى * (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا) * يقول اتركهم وخل عنهم يا محمد في الدنيا يأكلوا ويتمتعوا * (يأكلوا) * كالأنعام * (ويتمتعوا) * بعيشهم في الدنيا لا تهمهم الآخرة ولا يعرفون ما في غد * (ويلههم الأمل) * يعني يشغلهم الأمل الطويل عن الطاعة وعن ذكر الله تعالى ويقال يشغلهم طول الأمل عن الطاعة وذكر الأجل * (فسوف يعلمون) * وهذا وعيد لهم أي يعرفون ما نزل بهم من العذاب والشدة يوم القيامة سورة الحجر 4 - 9 قوله تعالى * (وما أهلكنا من قرية) * يعني أهل قرية * (إلا ولها كتاب معلوم) * أي أجلا مؤقتا ووقتا معروفا * (ما تسبق من أمة أجلها) * يعني لا يموت أحد قبل أجله * (وما يستأخرون) * بعد أجلهم طرفة عين * (وقالوا) * يعني أهل مكة * (يا أيها الذي نزل عليه الذكر) * أي الذي يزعم أنه ينزل عليه القرآن * (إنك لمجنون) * نزلت في عبد الله بن أمية * (لو ما تأتينا بالملائكة) * يعني هلا تأتينا بالملائكة فتخبرنا بأنك رسول الله * (إن كنت من الصادقين) * بأنك نبي مرسل وأن العذاب نازل بنا قال الله تعالى * (ما ننزل الملائكة إلا بالحق) * أي بالوحي والعذاب وبقبض الأرواح * (وما كانوا إذا منظرين) * يعني إذا نزلت عليهم الملائكة لا يؤجلون بعد نزول الملائكة قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص ما * (ننزل) * بالنون وتشديد الزاي ونصب * (الملائكة) * من قولك نزل ينزل وقرأ عاصم في رواية أبي بكر * (ما تنزل) * بالتاء والضم ونصب الزاي مع التشديد على معنى فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون * (ما تنزل) * بنصب التاء وتشديد الزاي فجعل الفعل للملائكة ثم قال * (إنا نحن نزلنا الذكر) * أي القرآن * (وإنا له لحافظون) * يعني القرآن ويقال محمدا صلى الله عليه وسلم من القتل وقال قتادة يعني القرآن يحفظه الله تعالى من أن يزيد فيه الشيطان باطلا أو يبطل منه حقا وكذلك قال مقاتل سورة الحجر 10 - 15
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»